شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان - ما زال الجميع ينفي مسؤوليته عن تشويه جدران المرافق العامة!

- ملتقى الكتاب والمؤلفين (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=40)

ما زال الجميع ينفي مسؤوليته عن تشويه جدران المرافق العامة!

ظاهرة لاتحتاج شرح أو تفصيل .... وقد جسدت نظرتي نحوها .. في مقال نشر في جريدة الوطن ..

ما زال الجميع ينفي مسؤوليته عن تشويه جدران المرافق العامة!
ظاهرة شائعة تقلق أصحاب المنشآت وتكلفهم الكثير، لا أحد منا ينكر ظاهرة الكتابة على جدران المدارس والأسواق وكذلك المساجد داخلا وخارجا. اتخذها أرباب الكتابة دفترا لذكرياتهم ولأشعارهم ولأسماء محبوبيهم ولخزينتهم اللفظية الممقوتة . فلا تنتهي وزارة التربية والتعليم من إنشاء المدارس وتطليها بألوان زاهية وجميلة ولا يكاد الطلاب ينتظمون فيها إلا والكتابة تلوح أمامهم صباح مساء على الجدران الخارجية ويبدأ طلبة العلم بتدوين ما تعلموه على مقاعد الدراسة وكذلك الطاولات وكتابة الذكريات ليقرأها من سيأتي بعدهم، وكذلك الجامعات تزخر ببعض "المفكرين" من أبنائها الذين يدونون المحاضرات على طاولاتهم رغم كبر سنهم، وكذلك المساجد تشكو الكتابة في دورات المياه وبرسومات وعبارات مقززة، وفي بعض الشوارع التي يكثر فيها التجمع الشبابي تجد الآهات والعبارات الغريبة وغير المفهومة أحيانا حاضرة أمامك .. واقرأ يا فلان ما أكتب لك؟! .
ظاهرة موجودة وواضحة للعيان، ونتفق على غير حضاريتها, ولكن أين تكمن المشكلة؟ وما سبب ظهورها وتفشيها في أوساط الشباب؟ هناك عوامل عدة تتسبب في انتشارها، وجهات عدة مسؤولة عنها.
من أسباب ظهورها عند بعض الشباب هو تغيب الرقابة الذاتية لديه، سواء كانت وازعاً دينياً وأن هذه ملكية عامة ليس له حرية التصرف فيها . أووازعاً أخلاقياً واحتراماً للذوق العام وأن هذا مما يخرب المقدرات ومما يسيء للنفس، وكذلك غياب الأسرة عن التطرق لهذه الظاهرة وبيان سوئها للأبناء.
أما عن الجهات المسؤولة عنها، فمنها المدارس والجامعات التي هي موطن التعليم، وموطن التأثير على الطلاب ومنهلهم العلمي. وكذلك المساجد وأئمتها لا يتطرقون لمثل هذه الظواهر التي تنال من المساجد وتنال من المقدرات الأخرى، وكذلك مراكز الأحياء لم تناقش هذه الظاهرة في أوساط مرتاديها من الشباب.
لابد من إصلاح الخلل، والحد من تفشي الظواهر السيئة، ولكن كيف ذلك؟
لا بد من تضافر الجهود وتوزع المهام والعمل الجاد، قد يكون الحل سهلا للغاية وسريعاً وهو طلاء الحائط بنفس الطلاء السابق وتزال الكتابة .
ولكن هذا حل مستمر، نريد حلا أثره مستمر وباق وفعال وإن تأخرت النتيجة.
لا بد من إعادة بناء ثقافة الشباب وإعادة نظرهم في حجم المشكلة وفي أثرها، نبدأ بالأسرة فكل منا يتنصل من هذه الكتابة وأنه ليس لبيته دور فيها وأنه من غير أسرته من يكتب، فلو سألت أفراد المجتمع كافة لأجابوك بالنفي القاطع أن أبناءهم ليس لهم فيها يد، فمن أين أتت الكتابة وما هي المنظمة التي تتبنى الكتابة، إذا كان كل فرد يتنصل من دوره تجاه المشكلة واتهام نفسه فلن يكون هناك حل لها. ولكن من يكتب هو أخي وأخوك وقريبي وقريبك وجاري وجارك وصديقي وصديقك. لتعد الأسر إلى أبنائها ولتبين لهم مساوئ هذه الظاهرة ولتشعرهم بشعور من يملك المشكلة.
ومؤسساتنا التعليمية لها نصيب كبير من جانب التغيير والتثقيف, فالمعلمون هم قدوة حسنة للتلاميذ وهم موجهو الأجيال وبهم يتأثر التلاميذ ومنهم يسمعون، فلو تناول المعلمون هذه الظاهرة أثناء الحصص الدراسية، ولو تبنتها المدرسة كشعار لعام دراسي مثلا وأخرجوا التلاميذ في عمل جماعي لإزالتها لكان الأمر شديد الوقع عليهم.
ولا نغفل دور وسائل الإعلام في بيان حجم الظاهرة عبر طياتها وعبر الاستبيانات التي تجرى على القراء.
إن لم تتكاتف الجهود و تتضافر فستتفشى الظاهرة، وستصبح مزعجة للمنشآت بشكل كبير وسينشأ جيل يستسيغ الكتابة.
وستصبح صورتنا سيئة أمام زوارنا من الدول الأخرى سواء كانوا سياحاً أو مقيمين، فلننهض بمجتمعنا ولنوله اهتمامنا فلن يهتم به أحد غيرنا.
عبدالعزيز محمد حافظ