![]() |
قصة ( حـدود المطـــر )
سألت بدوياً يرعى الإبل في أطراف الصحراء وكنت في مهمة عمل في ذاكرتي ؟!
ما الذي جاء بك " وبمجاهيمك ومعاتيرك " إلى هذا الفقر المجدب ؟! تلفت الرجل وكانت الريح تلعب بلحيته البيضاء ، كمن يبحث عن احد في مكان ليس فيه أحد ، ثم أشار بإصبعه إلى عشبة في الأرض بالكاد تبين : هل ترى هذا النبت ؟. أومأت برأسي دون أن أتكلم وأنا أحملق في عينيه ، كان لونها العسلي يشدني إلى أعماق بحيرة هادئة ، قال ما لا تراه من هذا النبت يعادل عشرات أضعاف ما تراه ، إن جذورها ضاربة في الرمل ، وأنا مثلها ، لقد ولدت هنا وولد ومات جدود جدودي في هذه الأرض ، أين تريدني أن أرحل . فقلت ببرود : إلى حيث تخرج الأرض زينتها إلى الكلأ والماء ، إذا كان من أجلك فمن أجل هذه المسكينة !!. قال : إذا أكرمتني البروق وجادت السحائب وتعانقت حبات المطر بحبات الرمل ، تخرج هذه الأرض – التي تسميها قفراً – كنوزها وتنشر زمردها في ثنايا الرمل . تابعت ببرود : وماذا إن خابت توقعاتك وخانتك السحائب ؟ قال : أسير بإتجاه المطر ، وإن للبدوي – يابني – قدرة على تتبع المطر مثل كل كائنات الصحراء . تابعت ببرود يصل حد البلاهة : وماذا إن اصطدمت بالحدود ؟! وقتها أطلق البدوي ضحكة مجلجلة دوّت في فضاء الصحراء ، انتفضت كعصفور بلله القطر ، شدني في منظر فمه الفاغر ، ولسانه المبيض الذي تدلى فوق شفته السفلى ، ولحيته التي تهتز من كثرة الضحك ، لقد استغرق في الضحك أكثر مما يسمح به وقار الكهولة ، لدرجة أن سقطت لؤلؤتان من محار عينه على حبات الرمل . فجأة توقف عن الضحك تفحصني من العمامة للنعل – يدي لي انه يراني غباشاً – وقال : يابني المطر عطية من الله ، وعطايا الله لا حدود لها . أما الحدود التي تتكلم عنها فهي من صنع البشر . الذين تمكنوا أن يُسَيّجُوا الأرض ، فكيف سَيُسَيّجُون الهواء والماء والسماء ، مضى ذلك في نفسي كحجر في بئر أليست أكبر مشاكلنا البيئة ، والإنسانية لا حدود لها ، وكيف سنقيم نقاط التفتيش على ظاهرة الاحتباس الحراري ، والاحتباس الأخلاقي ، والمطر الحامضي ، وحموضة المشاعر ، والغبار الذري... في الفضائيات العربية وكل المقارنات التي تخرجك من تكوينك البشري إلى كائن بقرون لا يحسن إلا أن يقول : " إمباع ".. |
شكر اخوي ابن رشد الصغير
قصه جميله جدا وعطايا الرحمن مالها حدود تسلم لي اناملك ياغالي |
لالالالاهنت
قصه رائعه ومشوقه بالفعل |
مشكوووووور أخوي الحبيبين ( ذيب ، ووحيد ) على مروركما ومشاركتكما لي حفظكما الباري
|
فعلاً عطاي الله لا حدود لها
وانت دائم مميز في مشاركاتك واختيارك لذلك أنت من اللذين يجيدون فن المودة والحب للاخرين مما يجعل البقية يتابع جديدك لاهنت يالغالي |
مشكور أخي على هذه المشاركة
|
لاهنت يا عزيزي
|
فتى الجوة مشكوووور أخي الحبيب على متابعاتك لي باستمرار لاهنت وما زلت عندي العزيز الغالي
عاشق المرجلة شكراً على مرورك ومشاركتك معنا حفظك الله الاستاذ الهمداني مشكور يامشرفنا الحبيب على متابعتك المتميزة دوماً وتعطي الآخرين الشعور بالإبداع |
الساعة الآن 06:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com