شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   المجلس الـــــعــــــــام (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=62123)

خالد العاصمي 09-06-2010 06:06 PM

رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
مع أقتراب الصيف والأجازة

حيث يكون الأستعداد للسفر من مكان لآخر

ويفضل البعض السفر خارج البلاد بحسن نية

ولاكن قد يتفاجئ آخرون بأن سفرهم خارج الحدود قد يتحول لمأساة

هذه القصة رواها أحد المواطنون لما حصل له أثناء رحلته رقم 11 لسوريا

أنتشرت في المنتديات وهي هنا للتذكير

لنأخذ منها الدروس والعبر ونحسن أختيار الوجهة قبل حزم الأمتعة

حفظ الله الجميع

خالد العاصمي 09-06-2010 06:07 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
إخواني وأخواتي أعضاء هذا المنتدى ...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



أحببت أن اقص عليكم هنا قصة حقيقية عشتها بنفسي قبل أشهر قليلة وأردت من سردها لكم إبراء ذمتي وتحذير إخواني في الله كي لايحدث لهم ماحدث لي لاقدرالله..ولاأراكم الله مكروة..



وإليكم المقدمة وسأبدأ بسرد ألقصة بالتفصيل إن شاءالله كي تعم الفائدة وستكون على شكل حلقات وبشكل متواصل إنشاءالله ...



المقدمة:
احبتي قد تلمحون من العنوان ان القصة ستكون مأساوية وحزينة وهي كذلك ولكن سيكون فيها من الفوائد الكثير



ليس اقلهاأن يتجنب المسافر لهذا البلد ماوقعت به وان يأخذ إحتياطاته ويرى الخطوات التي



قمت بها فيأخذ منها ماكان صحيحا ويتجنب ماكان خاطئا والحمدلله أولاوأخيراً فهو صاحب الفضل سبحانة في نجاتي من



هذه المأساة فهاأنا ذا هنا في بلدي في الوقت إللذي مازال هناك من هومسجون حتى لحظة كتابة هذا التقرير...



نعم هي رحلتي الحادية عشر بعد عشر رحلات جميلة ورائعة ولكني خلال تلك الرحلات لم اكن اعرف ان هناك



منتديات تهتم بالسفر وبها تقارير والا لكنت استعديت بالتصوير وتدوين رحلاتي ولكن قدر الله أن لاأعرف هذه



المنتديات الا قبل رحلتي الأخيرة فقد اضطررت للبحث من خلال المواقع لعلي اجد مدينة جديدة أوموقع سياحي



جديد في سوريا ولم يسبق لي زيارته ذلك لأني في العشر مرات السابقة زرت اماكن كثيرة هناك وخصوصا في



آخر اربع رحلات حيث كنت لاأستقر في مكان أكثر من يومين أوثلاثة....
في البداية سأكتب بعض عناصر



التقرير أو ألقصة سمها ماشئت وسأبدأ بعد ذلك بإذن الله بأنزال الحلقات تباعا ..



وأليكم بعض العناصر:



1)السفر برا بتاريخ 6-1-2009



2)الوصول للمركزالحدودي السوري مساءً



3)إبلاغي بالمركز بالأشتباه بأسمي..ولكن لأي جهة؟؟ هذاماستقرأه بالتقرير..



4)مراجعتي للسفارة في اليوم الثاني من وصولي..وماهودور السفارة؟؟



5)احتجازي في؟؟؟؟؟ منذ الظهر حتى الساعة التاسعة ليلاً..ومكوث زوجتي بالسيارة خارج ألمبنى أغلب هذا



الوقت..



6) تتالي فصول المأساة بعد ذلك لأمكث في دمشق بلاجوازسفرلمدة 12 يوماًوبعد ذلك تطور الوضع وبدأت رحلتي


بالتنقل بين السجون السورية...






7)كيف عادت زوجتي لوحدها للكويت بدلاً من السعودية ومتى؟؟

خالد العاصمي 09-06-2010 06:08 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
(الحلقة الأولى)


اليوم هوالثلاثاء 6-1-2009 موعد السفر انطلقنا على بركة الله الساعة


الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وكلنا شوق لبلاد الشام فقد مضى على


آخررحلةلي ولزوجتي أم خطاب لسوريا سنة واربعة اشهرتقريبا تحركنا


وكنا قد استعدينا لهذه الرحلة وخططنا بشكل لم نخطط مثلة في رحلة سابقة


كان الطريق سهلا ولله الحمد خصوصا وانا من هواة السفر برا وصلنا


الحدود الساعة الرابعة عصرا كان من المفترض ان نبيت في استراحة ((هلا))


كالمعتاد وننطلق صباحا للمنفذ ولكن بعد تغيير زيت السيارةوشراء بعض


الأغراض من السوبرماركت شعرت بأني مازلت نشيطا وقلت في نفسي


مازال الوقت نهارا لماذا لااكمل المسيرالى دمشق وفعلا توكلنا على الله


وانطلقناالساعة الخامسة تقريبا دخلنا بشكل سريع للأردن ولم امضي في


مركز العمري الا سبع دقائق بالضبط وبعد الدخول خفضت السرعة الى


70خوفا من الرادارات الموجودة على طول الطريق وكان هذا الطريق


متعبا فعلا ..بعد ذلك خرجنا من الأردن بسهولة كمادخلناولله الحمد بعدها


وصلنا للحدودالسورية في هذه اللحظات بدأنا نشعر بأننا في الخطوة


الأخيرة من الطريق اوقفت سيارتي واتجهت للجوازت


وسلمتهم الجوازات كنت مستعد نفسيا للتطنيش لأي حركات


من نوع اكرامية وخلافه ولكن الوضع كان مختلف هذه المرة


كان امامي ثلاثة من موظفي الجوازات اوسطهم هو من استلم


الجوازات وسلمها لمن على يسارة والذي بدورةبدأ يدخل


المعلومات للكمبيوتروبعدأنتهاءه من جواز ام اخطاب سلمه


للأول اللذي قام بختمه وتسليمي اياه بعدها اخذ الشخص الذي


امام الكمبيوتر ينظر الي ومن ثم كلم صاحبه بصوت منخفض


وبدأو ينظرون للجهاز وينظرون الي..؟ انا الى الآن اظن


انها مجرد حركات كي ادفع ولكني كنت في منتهى البرود


كالعادة بعدذلك اخبروني ان هناك ملاحظة على اسمي ويوجد


لدي تكليف؟؟؟ قلت ملاحظة ممن؟؟ ولماذا وماذا تعني كلمة


تكليف ؟؟ قال هناك اشتباة بأسمك من قبل ادارة مكافحة


المخدرات والتكليف يعني اننا سنرسل لهم الآن فاكس بأنك


دخلت للحدود ويجب عليك مراجعتهم..


لاأخفيكم اني حتى هذه اللحظات كنت اظن ان الأمرمجرد


إبتزاز ولكنه بشكل احترافي هذه المرة ولكنهم احضروا ورقه


مطبوعه مكتوب فيها انه تم ابلاغي بأني مكلف ويجب علي


مراجعة مكافحة المخدرات فكتبت اسمي ووقعت واعطوني


رقم معاملة بعدها استلمت الجوازات واتجهت للسيارة وانا


اقول في نفسي سوف ينادون علي الآن ويقولون ان في الأمر


خطأ وتنتهي هذه المسرحية الغبية ولكن


لم ينادي علي احدوركبت سيارتي واخبرت ام خطاب


بماحدث هنا فعلا احسست وأدركت ان الأمر حقيقي ودخلت


سوريا وانقلبت مشاعر الفرح الى حزن وقلق كنا بالعادة في


هذه اللحظات لحظات الوصول نكون في قمة السعادة ولكنا


هذه المرة شعرنا بأننا دخلنا الى سجن كبير في هذه اللحظة


يشعر الرجل خصوصا بخوفه على من معه ومن هم تحت مسؤليته وحمايته كنت اسير



بالطريق الى دمشق وفكري مشغول مالذي سيحدث



لنا ؟؟..اتصلت بالفندق المعتاد وحجزت غرفة وعند وصولي


كان كل شيئ جاهزأوقفت السيارة واتجهنا للغرفة وصلينا


وطلبناالعشاء واتصلنا على



الأهل واخبرناهم بوصولنا


بالسلامة تناقشنا في الأمر قليلا وقررنا ان نتوكل على الله


وننام وغدا اتوجه للسفارة واستوضح الأمر...وهذا ماحدث


اتجهت فعلا يوم الأربعاء صباحا تقريبا الساعة العاشرة


ودخلت لقسم شؤون الرعايا تحديدا لمدير شؤون الرعايا


الجديد وعندما اخبرته بالأمر ابتسم وقال لاتقلق الأمر عادي


جدا ويحدث دائما حتى انه قبل فترة بسيطة ذهب احد


المواطنين الى هناك بسبب اشتباة بالاسم فتأكدوا من هويته


وسلموه ورقة للجوازات تثبت انه خلاف المقصود..بعد ذلك


طلب احد الموظفين السوريين وأعطاه جوازي وطلب منه ان


يتصل بأدارة مكافحةالمخدرات ويستوضح الأمرفذهبت مع


هذا الموظف وقام بالأتصال واخبروه بأنه يتوجب علي


مراجعتهم شخصيا المهم ان هذا الموظف قال لي اذهب بنفسك


والأمر بسيط جدا وقبل فترة اذكر بأن هناك شخص من نفس


قبيلتك قد ذهب لهذا الفرع فيبدوا أن المطلوب يحمل نفس


اللقب..بعدذلك اعطاني رقم السفارة وقال اخبرنا بمايحصل


معك..هنا شعرت بشيئ من الطمأنينة وأن الأمر يتكرر كثيرا


وهم معتادون عليه خرجت من السفارة وأنا سعيد وكانت أم


خطاب تنتظر بالسيارة فلما ركبت وقعت في حيرة من امري


هل آخذها معي فالأمر بسيط كماأخبروني بالسفارة وليس


هناك داعي ان اعيدها للفندق فالأمر لن يستغرق مدة طويلة


وفي الطريق الى مشروع دمر حيث ادارة مكافحة المخدرات


كان وقت صلاة الظهر قد دخل فتوقفت لأصلي وبعد الصلاة


اخذت افكرفعلا بأعادة ام خطاب للفندق ولكن ثقتي بنفسي اني


بريئ وكلام موظفي السفارة دفعني للأنطلاق لفرع مكافحة


المخدرات وهناك اوقفت السيارة على بعد امتار من المبنى


وقبل ان ادخل قلت لأم خطاب هل تعرفين رقم صديقي


السوري أبومالك؟؟ قالت عندي كرت المحل فقط فأعطيتهارقم


جواله احتياطا ورقم السفارة قسم شؤون الرعايا واعطيتها


جميع النقود وجوازها..بعدذلك نزلت واتجهت للمبنى ووجدت


عسكري في مدخل المبنى في مكتب للأستقبال وطبعا الجميع


هناك يرتدي اللبس المدني اقتربت من الموظف واخبرته


بموضوعي فأخذ جوازي وأتصل على احد الأشخاص ومن ثم


قال لي هل معك جوال قلت نعم قال اغلق جوالك واتجه للدور


الرابع قسم كذا؟ لاأذكر اسم القسم وأعطاني ورقه وقال هذه


الورقة يجب ان تسلمها عند خروجك كي نسلمك جوازك ف


بادرته بالسؤال هل سيطول الأمر قال لي نعم قلت كم يعني؟؟


قال ممكن ساعة اوساعتين قلت الله المستعان واتجهت للدور


الرابع الى احد الأقسام كان يوجد فيه محقق برتبة متدنية هذا


ماعرفته لاحقا وكان امامه شخصين سوريين ينتظرون


معاملتهم وهي اشتباه بالأسم فتفائلت خيرا وقلت مايجري على


اهل البلد يجري علي وبعد ان اخبرت المحقق بموضوعي


طلب جوازي من الأستقبال فأحضروه في هذه اللحظات انتهى


موضوع الأشخاص السوريين والذين كانوا هنا منذ


الصباح..وعند وصول الجواز اخذ المحقق يتفحصه وينظر


الى معلومات الشخص المطلوب لديهم وفجأة قام بالأتصال


على احد عناصر مكافحة المخدرات وقال احضر إضبارة


(ملف) فلان الفلاني بعد ذلك جاء العنصر وبيده ملف فيه


كمية لأباس بها من الأوراق فأخذ المحقق يتفحص الملف فلما


سألته عن الأمر قال لي ((انت الشخص المطلوب نفسه؟؟))


قلت ياأخي تأكد فقال لي انه متأكد وقام بأطلاعي على


معلومات الشخص المطلوب فلما نظرت فأذا الأسم الثلاثي


متاطبق وهذا قد يحدث ان يتشابه اكثر من شخص بالأسم


ولكن الصدمة هي انه حتى رقم الجواز متطابق بل حتى


تاريخ الميلاد..


فمالذي حدث بعد ذلك؟؟ هذا ماستعرفونه بالحلقة الثانية...

خالد العاصمي 09-06-2010 06:09 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
(الحلقة الثانية)
اليوم هو الأربعاء 7-1-2009 الوقت ظهرا المكان:ادارة مكافحة المخدرات الدور الرابع.....


كنا قد توقفنا بالحلقة السابقة عند اطلاعي على اسم المشتبه به


والذي تطابقت بيانته مع بياناتي
(الأسم الثلاثي-رقم الجواز-


تاريخ الميلاد) بمعنى اوضح اصبحت انا ومنذ هذه اللحظة


المطلوب وليس المشتبه به..ياالله كانت صدمه بالنسبة لي قلت


للمحقق وماذا سيحدث الآن قال ننتظر الضابط المسؤول عن


القضيه حتى يأتي الساعة الثامنه مساء قلت له الا يمكنني


الخروج والعودة مساء قال لا هنا طلبت منه ان يسمح لي


بالأتصال بأم خطاب فهي بالسيارة خارج المبنى ولاتعلم


ماللذي يحدث بالداخل قال ممنوع استخدام الجوال داخل


الأدارة كماتعلم ولكنه كان كثير الخروج من المكتب فأستغليت


خروجة وبدأت ارسل رسائل لأم خطاب وطلبت منها


الأتصال بأبومالك صديقي العزيز والأمين حفظه الله واهله


وطلبت منها ابضا ان تتصل بالسفارة...وبعد نصف ساعة


تقريبا ردت علي ام خطاب برسالة تفيد بأن ابومالك لم يأتي


ويمكن ان يكون قد خاف من المجيئ لمثل هذا المكان ووالله


يأخوان لم اكن لألومه إن لم يحضر المهم في هذه الأثناء


علمت السفارة بالأمر وبدأت الأتصالات واحسست بذلك من


التحركات الكثيرة التي بدأت تحدث حتى ان احد الجنود


اقترب مني وقال :انتم السعوديين مدعومين فعلمت ان هناك


اتصالات وهناك محاولات لأخراجي ولكن الشي الذي عرقل


الأمر هوخوفهم من الضابط المسؤول عن القضية ولكن بعد


فترة دار نقاش امامي بين المحقق وشخص آخر كان هذا


الشخص يقول ان القضية ستحال الى المقدم ثائرولكن المحقق


كان يرفض ويقول لاتورطنا مع الضابط المسؤول عن


القضية هنا جاء اتصال واخبروهم انه سيتم ادخالي على مقدم


اسمه ثائر في هذه اللحظات كنت استرق النظر للخارج


ومازلت ارى سيارتي بالخارج وبعد قليل جائتني رسالة من


ام خطاب تخبرني ان ابامالك قد ارسل زوجته وابنه واخذوا


زوجتي وسيارتي لمنزلهم بصراحة نزلت هذه الرسالة على قلبي بردا وسلاما...


وفي هذه الأثناء اقترب مني المحقق وقال سأقول لك لماذا


يريدونك وماهي تهمتك ولكن لاتخبر الضابط بالأمر فقلت


حسنا..قال الموضوع كله يدور حول رقم جوال مستخرج


بأسمك تمت من خلاله اتصالات ووعود بتهريب مخدرات من


سوريا للسعودية وعندما رأيت الرقم لم اعرفه فأنا لدي رقمين


فقط استخرجتهما في رحلتي الأخيرة لسوريا عام 2007 وقد


قمت بأخذ الشرائح معي للسعودية ولم اعطها لأحد...


ومن فضل الله ان الأرقام مازالت مخزنه بجهازي..المهم


طلبوا مني النزول مع احد الجنود فنزلنا عن طريق السلالم


الى ان وصلنا الى الدور ماتحت الأرضي وفي نهاية السلم


رأيت بابا حديديا فعلمت ان هذا هو التوقيف ولكننا عندما


دخلنا اتجهنا لأحد المكاتب وكان هناك محقق يجلس بهذا


المكتب فأخبر ه الجندي بالأمر فقال له المحقق امسكه مع يديه


وخذه لمكتب المقدم ولكن الجندي لم يمسك بيدي ولايحزنون


بل اخذني للدور الثالث وعندما وصلنا كان المقدم ثائر قد


وصل وادخلوني لمكتبه وبدأبالتحقيق معي بأسلوب جيد بل


حتى انه اخذ دلة قهوه سوداء موجودة لديه وصب لي فنجان


ولكنه قال ليس امامك مجال بأقناعي انك لست انت المطلوب


وليس امامك ألا الأعتراف لكي ترتاح وقال لي ان اسلوبه


يختلف عن الضابط المسؤول عن القضيه فذلك الضابط


لايرحم ...هنا بدأت اخبره بأن ليس لي أي علاقة بهذا الرقم


لامن قريب ولامن بعيد وأني مجرد سائح يحب هذا البلد


ويزورة بأستمرار بعد ذلك اخذ جوالي وكان لديه في ملف


القضية قائمة من الأرقام الصادرة من الجوال المشبوه وبدأ


يتصل على تلك الارقام من جوالي ليعرف ان كانت مخزنه


لدي ام لا وأخذ على هذا الحال فترة طويلة عندها استأذنته


كي اصلي المغرب والعشاء فنادى على احد الجنود وقال دعه


يصلي فذهبت مع الجندي وبعد ان توضأت سألته عن القبله


فلم يعرف؟؟ وقام بسؤال احد زملائه فلم يعرف؟؟ واخيرا


استنجدوا بالقهوجي فدلنا على القبله فأدخلني احدى الغرف


فقمت بوضع جاكيتي على الأرض وصليت وكان الجندي


يجلس بجواري..ومن الطبيعي عندما يكون الأنسان في ازمة


ان يلجأ الى ربه فبدأت بالدعاء اثناء السجود فدعوت بدعوة


يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت فقلت (لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)...وبعد ان فرغت ذهبت


برفقة الجندي الى مكتب الضابط ولكني عند الدخول وجدت


ان هناك ضابطين وكانوا يدققون بالأوراق علمت فيما بعد ان


الضابط ثائر غير خبير بمثل هذه الأمور وانه استنجد بهذا


الضابط والذي كانت ملامحه جامدة ولكني تفائلت به فنظر


الي هذا الضابط الجديد وقال انتظر بالخارج قليلا...واثناء


انتظاري بالخارج جائني الجندي الذي يعمل في الاستقبال


وهمس بأذني أن القنصل قد اتصل بمدير ادارة المكافحة وهو


برتبة لواء ونظر الي واعطاني أشارة بمعنى ان لااخبر احد


كان هذا الشخص هو والقهوجي وهو جندي ايضا متعاطفين


معي لأبعد الحدود..في هذه الأثناء تم استدعائي لمكتب


الضابط وعند دخولي رأيت الأبتسامة على محياهم وقال لي


هذا الضابط الذي لاأعرف اسمه لقد اتضحت لنا الأمور


وهناك التباس بالموضوع ولكنه التباس قوي وبعد التدقيق


ببعض التواريخ الموجودة اتضح لنا انك بريئ ولكن يجب ان


ننتظر الضابط المسؤول عن القضية لأنه هو الذي يستطيع


اخراجك وليس نحن وطلب من المقدم ثائر ان يكرمني


ويضيفني بشاي حتى يأتي الضابط المسؤول وفعلا قضيت


باقي الوقت مع المقدم ثائر واعاد الي جوالي وطلبت منه أن


اتصل بأم خطاب كي اخبرها بأني سأخرج فسمح لي بذلك


وقد طلب لي شاي ايضا المهم اتصلت وتطمنت على ام


خطاب واخبرتها باني سأخرج تقريبا الساعة العاشرة..


ولماجاءت الساعة الثامنه حضر المقدم محمد وليد وهو


المسؤول عن القضية فدخل اليه الضابطان اللذان حققا معي وبقيت انا بالخارج ...


الوضع في هذه الاثناء كالتالي ..القنصل كان قد اتصل باللواء مديرالمكافحة ووعدوه بأخراجي..


الضباط الذين حققوا معي تبين لهم اني بريئ فعلا ولكن ليس لديهم الصلاحية بأخراجي...


الضابط المسؤول عن القضية رفض تماما ان يخرجني ولم


يقتنع بتحقيق الضباط معي وكان هذا الضابط همجي جدا وعدواني وحقود لأبعد الحدود...


طلبوا مني الدخول عليه وبمجرد دخولي قال لي اخرج يدك


من جيبك؟ وقال سندخلك السجن؟؟ وبعدها طلب مني


الأنتظار خارجا ومن ثم خرج هو لي وقال سنخرجك ولكن


سنحتجز جوازك وندقق في القضية وعليك ان تتصل على هذا


الرقم لتتابع الموضوع..حاولت اقناعه فقال لي بالحرف


الواحد"لوعلى ضميري ادخلك السجن وضميري مرتاح"


بعدها قاموا بتصوير جوازي واعطوني صورة للجواز


مختومه ومكتوب عليها جواز المذكور لدينا وهو قيد


المراجعة...وخرجت من هناك الساعة العاشرة مساء...
مالذي حدث بعد ذلك؟


وكيف قضيت الإثنا عشر يوما القادمه بدون جواز؟؟


هذا ماستعرفونه اخواني بالحلقه القادمه..واعتذر عن الأطالة التي قصدت منها الأفادة لاغير..

خالد العاصمي 09-06-2010 06:10 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
(الحلقة الثالثة)



اليوم هو الأربعاء 7-1-2009 الساعة العاشرة مساء وهي



لحظة خروجي من مبنى مكافحة المخدرات الذي قضيت به



مايقارب العشر ساعات خرجت بلا جوازسفر بل بصورة



للجواز مختومة بختم مكافحة المخدرات يخجل أي شخص ان



يقدمها لفندق او أي جهه.. في داخلي خليط من المشاعر



شعور بفرحة الخروج من ذلك المبنى السيئ وشعور بكبر



حجم المصيبة وشعوربالقلق على ام خطاب وكيف اخرجها



من هذا البلد فأنا رجل واستطيع ان اتدبر نفسي مع الرجال



ولكن ماذا ستفعل هي لو حل بي مكروه وشعوربالتعب



والأرهاق من عناء السفر ومن ثم هذا التنقل داخل هذا المبنى



من طابق الى آخر ومن كرسي الى كرسي وشعور بالجوع



فأنا منذ الصباح لم يدخل الى جوفي الا القهوه والشاي التي



شربتها عند الضابط ...المهم اني اخذت سيارة اجرة واتجهت



الى منزل اخي الغالي ابومالك وعند وصولي رأيت سيارتي



وقد ادخلها ابومالك بمكان آمن وقام بتغطيتها فطرقت الباب



وخرج ابومالك وأصر علي ان ادخل فدخلت وجلست معه



قليلا وأخذ يواسيني ويهون علي الأمر...كان بيته في حالة



استنفار فهو قد ترك تجارته ورجع للبيت بل قد اتصل على



ابنته الدكتورة وطلب منها المجيئ للمنزل لتقوم بمساعدة امها



بمواساة أم خطاب في أثناء وجودي بذلك المبنى



التعيس..بعدها اخذت ام خطاب وركبت سيارتي وبدأت



تخبرني بماحدث اثناء وجودي هناك في هذه الأثناء اتصلت



على احد موظفي السفارة والذي كان يجري اتصالاته مع



القنصل وقت احتجازي هناك وشكرته على جهوده وسألته



عن الخطوة التالية فقال يجب ان تحضر غدا الخميس صباحا



فقلت له لاأستطيع الحضور فقد بلغ مني التعب الجسدي



والنفسي مبلغه وأخبرته اني سأحضر لهم يوم السبت فقال



اتفقنا ولكنه لم يخبرني بأن السفارة لاتعمل يوم السبت؟؟



مررنا بأحد المطاعم واشتريت عشاء خفيف وأتجهت



للفندق..وبعد الوصول للفندق والراحة قليلا بدأت افكر وافكر



بهذه المصيبة ولكننا ولله الحمد بدأنا ننظر للنصف الممتلئ من



الكأس اولا الحمدلله انهم لم يلقوا علي القبض في الحدود والا



ماكنت استطعت ان استجمع افكاري او ان تعلم عني السفارة



أي شئ وماذا كان سيحل بزوجتي؟؟...ثانيا الحمدلله ان



الجوالات السابقة كانت بأسمي وليست بأسم أم خطاب وألا



كيف كان سيكون الوضع؟؟فقررناان نقضي يومي الخميس



والجمعه بشكل عادي وفعلا هذا ماحصل فخرجنا يوم الخميس



واشتريت بعض الملابس لي وقمنا بجولات في انحاء دمشق



التي حفظناها عن ظهر قلب ولكننا مجبورين على فعل ذلك



ولاأخفيكم اننا كنا نأكل كل مانشتهيه من مأكولات وحلويات



الشام الشهيرة ولكن والله لم نكن نجد له طعم ولكننا اكملنا



على هذا الحال..وكنا نخصص الوقت مابين صلاتي المغرب



والعشاء لقراءة رياض الصالحين وكنت اتعمد قراءة باب



الصبر وباب التوكل وكل مايعينني ويعين ام خطاب على



الصبر والأحتساب لو حصل أي مكروه...



جاء يوم السبت الموافق 10-1-2009وتوجهت للسفارة



صباحا ولكني تفاجأت عندما اخبروني أن السفارة لاتعمل



يومي الجمعه والسبت فرجعت للفندق ومضى هذا اليوم



كسابقيه وفي اليوم التالي يوم الأحد ذهبت للسفارة وعندها



قابلت الشخص الذي اتصلت به سابقا ويدعى هشام الدايل



وهو بالمناسبة يعمل في شؤون الرعايا وتحدثت معه عن



وضعي فقال نحن سنحاول ان ننهي القضيه عن طريق



اتصالاتنا مع اشخاص لهم علاقات بالضباط هناك وأخبرني



انهم بالسفارة ممنوعين من مخاطبة أي جهة حكومية بسوريا



الا عن طريق وزارة الخارجية وأنه لوأستخدم هذا الأسلوب



فستطول المعاملة وانت وقتك لايسمح..في هذه الأثناء رجعت



على ان اكون على أتصال معه بالجوال...



اخواني هنا شيئ مهم وهو انه منذ تاريخ 7-1-2009



وهوتاريخ مراجعتي لأدارة مكافحة المخدرات وحتى تاريخ



19-1-2009 المهم والحزين..حدثت احداث كثيرة في هذه



الفترة ولكني سأوجزها بالنقاط التالية كي لاأطيل عليكم...



*كنت اراجع قسم شؤون الرعايابالسفارة دون جدوى بل انهم نصحوني بتسفير زوجتي.



*قمت بالتأكد من موظفي السفارة عن نقطة مهمه بالنسبة لي



وهي هل تستطيع زوجتي السفر خارج سوريا لوحدها ام أن



هناك مايمنع ذلك في الأنظمة السورية فأخبروني ان لامشكلة.



*في هذه الاثناء فعلا جائتني فكرة تسفير زوجتي ولكني لم



أفعل وهذه كانت غلطة ومخاطرة مني ولكن تأكدت أن



زوجتي تستطيع السفر لودخلت أنا السجن بدون أي مشاكل



حسب ماأخبروني بالسفارة...



قضينا هذه الأيام في تمشية اجبارية بل في أقامة جبرية بدمشق.



*قمت بتخفيض الميزانية اليومية الى النصف تحسبا للظروف



فقد تصل الأمور للإبتزازالمادي فنكون على اهبة



الأستعداد..ولكن في نفس الوقت لم نحرم انفسنا من شيئ بل



كان السكن ممتازولكن لم نكن نتحرك بالسيارة الا للضرورة



*قمت بتعليم أم خطاب على خطة طوارئ لو تعرضت



للسجن لاقدر الله والخطة كانت كالتالي: ان تقوم بتسليم



الغرفة والأتصال على أم مالك والمبيت هناك



والحجزوالسفرخلال مدة اقصاها اربعة ايام الى بيت اخي



بالكويت وليس الى بيتنا بالسعوديةفقد كنت قلقا على والدي



لوعلما بالأمر ماذا سيحل بهما فأحدهما مريض بالقلب



والآخر بالضغط فقررت كتمان الأمر حتى تتضح الرؤيا..



*اخذت ام خطاب وذهبنا للخطوط الجوية وسألنا عن أسعار التذاكر.



*في هذه الفترة جائتني رسالة جوال من صديق عزيز علي



فأخبرته بالأمر فقام بالأتصال بي والأستفسار عن التفاصيل



وبعد ذلك عاود الأتصال بي واعطاني رقم صديق له وقال لي



ان هذا الشخص خبير بالشام وقد يفيدك.



* اتصلت بهذا الشخص وكان هو صاحب المشورة الذهبيه



فقد قال لي اترك عنك قسم شؤون الرعايا وتوجه الى الأستاذ



فواز الشعلان مدير شؤون الرعايا السابق وقد كنت اسمع عنه كثيرا..



* وبالفعل لم اشعر أن موضوعي تحرك للأمام الا عندما
ذهبت للأستاذ فواز الشعلان؟؟؟



في الحلقة القادمة :
مالذي دار بيني وبين فواز الشعلان والذي لولم يكن هناك موظف بالسفارة غيرة لكفى فهو سفارة لوحده..؟؟


كيف ذهبت لأستلم جوازي فدخلت السجن؟؟


كم سجن انتقلت اليه؟؟ وكم سعودي رأيت هناك؟؟


والمصيبة الكبرى كيف كانت الصلاة ممنوعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

خالد العاصمي 09-06-2010 06:11 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
الحلقة الرابعة)


اليوم هو الأحد 18-1-2009 وقد مضى علي منذ دخولي


سوريا ومواجهة هذه المصيبة 12 يوماً وقد أصبح موظفي


أمن السفارة يعرفونني ويعرفون قضيتي بل قد تعرفت على


أحد موظفي أمن السفارة وأخذ رقمي وأعطاني كرته وقد كان


ينتمي لنفس قبيلتي وقد استفدت منه في وقت لاحق............


في هذه المرحلة كنت قد سئمت من قسم شؤون الرعايا


بالسفارة ومن الموظف المسؤول عن قضيتي وحفظت


اسطوانته المعهوده وهي كالتالي


(لانستطيع فعل شئ موقفنا ضعيف بسبب عدم وجود سفير وسوءالعلاقات-انصحك


بتسفيرزوجتك-اذا وصل الأمر للقضاء سنوكل لك محامي)


كانت هذه اسطوانته المعهوده في هذا اليوم خرجت من هدوئي


وقلت له ماذا تريدني ان افعل هل اذهب للسفارة القطرية ام


الكويتية..انا مواطن سعودي وقد تعرضت للظلم ويجب ان


تفعلوا شئ.. فقام بتهدئتي وأعاد نفس الأسطوانة...عندها قلت


له سأذهب للأستاذ فواز الشعلان..قال لا لاداعي ان تذهب له


فقضيتك لدينا ونحن نتحرك من أجلك ثم أن الشعلان قد ترك


شؤون الرعايا...خرجت من عنده وذهبت للجهة الأخرى من


السفارة حيث يوجد مكتب الشعلان ودخلت عليه وسلمت عليه


وعرفته بنفسي وبقضيتي فقال لابأس ولكن انا تركت شؤون


الرعايا منذ زمن فقلت له ياأستاذ فواز


(انا ناصيك انت)..فقال اجلس وابشر بعزك ثم سألني هل


كتبت ماحدث لك في اول يوم دخلت به للسفارة قلت لا..قال


هذا اول خطأوقع من شؤون الرعايا انت الآن تراجع السفارة


بشكل شفهي منذ 12 يوم ولو حدث لك أي شئ لاقدرالله


فلايوجد مايثبت بأنك راجعتنا....


منذ اللحظة الأولى من مقابلتك لهذا الرجل تشعر بأنه أخوك


وبأنه حريص عليك ويشعرك بالإهتمام بك..المهم قال لي


اكتب الآن ماحدث لك واعطني الورقة فكتبت واعطيته


الورقة...أتدرون ماذا فعل؟؟رفع سماعة الهاتف وأتصل على


مدير مكافحة المخدرات شخصياً وكان يتكلم معه بل ويمازحه


بطريقة تشعر من خلالها انه يعرفه ..وفاتحه بموضوعي وبعد


نقاش قال الشعلان له: إسمع اناأعرف أن الجوال بإسمه وأنا


لاأعرف هذا المواطن معرفه شخصية ولكن بفراستي فراسة


البدوي اعرف بأنه برئ وليس له علاقة بمثل هذه


الأمور..بعدها أغلق الخط وقال اذهب لهم الآن وخذ


جوازك..وراجعني عندماتعود من عندهم لأعرف ماذا حصل


معك وننهي الموضوع...


كنت قبل قدومي للسفارة قد تركت أم خطاب بمنزل اخي


العزيزأبومالك عند زوجته وبناته..


توجهت لمبنى مكافحة المخدرات وتكلمت مع موظف


الأستقبال فقام بالإتصال ثم أخبرني بأن الضابط المسؤول عن


القضية كان مناوباً ليلة البارحة وانه في راحة اليوم ولن يعمل


إلا غداً صباحاً..بعدها عدت للشعلان وأخبرته فقال حسناً


يجب أن تأتي إلي غداً صباحاً قبل أن تذهب إليهم فعدت له


باليوم التالي في الصباح فقال لي إسترح قليلاً بالخارج بعد


ذلك أتاني بنفسه وقال لي اذهب إليهم الساعة الثانية عشر


والنصف فالأمر قد حسم؟؟؟


لاأخفيكم ياأخوة كنت بالامس متفائلا لكن هذا اليوم ورغم


كلمة الشعلان بأن الأمر قد حسم ألا إني لم اكن مرتاحاً وكنت


قلقاً فهذه ليست ألمرة ألاولى ألتي يعدون فيها السفارة بكلام


وعندما أذهب اليهم أرى شئ آخر..رجعت إلى الفندق


وصليت الظهر ورغم قلقي لم أخرج زوجتي من الفندق ولكن


طلبت منها لو حصل لي مكروه ان تسلم الفندق وتتصل على


ام مالك لتأتي وتأخذها وأخبرتها كم هو حساب الفندق وتركت


كل النقود معها ولم آخذ معي إلا 2600 ليرة وأعطيتها ايضا


كرت موظف السفارة الذي تعرفت عليه إحتياطاً..


أيضاً قلت لها قبل أن ادخل مبنى المكافحة سأتصل بك لتعرفي وقت دخولي


أيضاً قلت لها عندما أحس بالخطر أو أني سأسجن سأقوم


بأرسال سالة جوال فارغة اذا رأيتيها فأبدأي بباقي الخطوات


من ألذهاب لبيت أبومالك والإتصال بالسفارة وحجز تذكرة للكويت..


ذهبت ياأحبه الى ذلك المبنى التعيس ودخلت وأتجهت لمكتب


ذلك الضابط سيئ الذكر المقدم محمد وليد فقال ماذا تريد قلت


له أريد جوازي قال بل سندخلك السجن؟؟ قلت له ماجرى بين


الشعلان وأللواء فقام بطلب الملف؟؟ في هذه ألأثناء وبعد


وصول الملف إستغليت فرصة تقليبه للملف وأرسلت الرسالة


الفارغة لأم خطاب وكان معي رقمين وجهازي جوال أحدهما


سوري والآخر سعودي بعد ذلك رن جوالي فرأيت الرقم فإذا


الرقم رقم تلفون أرضي ولكني لم ارد واقفلت الخط


((علمت لاحقاً بأنه الشعلان))


ولكن الضابط طلب جوالي وأخذ ينظر لقائمة الأرقام الصادرة


من الجوال ألمشبوة هنا علمت بأنه لم ينظر للملف ولا للقضية


منذ أن أخذو جوازي وعلمت أن هذا الإنسان عديم الضمير


وليس عنده أي مهنية أو حتى خبره فهو يريد أن يقفل القضية


المفتوحة عندهم منذ عام 2007 ويريد أن يدخلني التوقيف


ويحيلني للقضاء ليتخلص من القضية



أو كان عنده أهداف أخرى من إطلاق سراحي الفترة الماضية؟؟؟



بعد ذلك قلت له تسمحلي أسئلك سؤال:بغض النظر عن


الأوراق الموجودة عندك اسئلك كضابط لديه خبرة طويلة


وفراسة بمثل هذه الأمور هل تشعر بأني أنا الشخص المطلوب قال:نعم؟؟


قلت في نفسي ياعيني عالفراسة


..قلت له ولكن الضابط فلان قال بأن هناك لبس في الأمور..أتدرون بماذا رد؟؟


قال ذلك الضابط حمار مايفهم؟؟؟؟؟؟؟


بعدها قال سأذهب وأستشير الضابط الفلاني وأذا قال نمشيك


مشيناك وإذا قال تسجن سجناك؟؟عجبي ؟((حركات))


هنا ايضا يثتب عدم خبرته وعدم دراسته للقضية أصلا..مكث


مدة ليست بسيطة ثم عاد وهو يقول هذا هو الكلام الصحيح


سنوقفك ونحيلك للقضاء وهناك يتصرفون معك بعد ذلك قال


تعال معي فأتجهنا عن طريق السلم إلى الدور ماتحت


الأرضي(البدروم) حيث التوقيف فأدخلوني الى أحد المكاتب


الضيقة ويوجد به طاولتين وكنبه تكفي لثلاثة فجلست على


الكنب وكان بجانب الكنب أكياس كبيرة مليئة بالمخدرات هذا


المكتب لايوجد به أي نوافذ ورغم اننا في عز الشتاء إلا أن


المكان حار وكان يوجد هناك اكثر من جندي يجلسون بهذا


المكتب فقال لي الضابط أين السيارة؟ قلت لماذا قال نريدها


قلت هي مع أحد موظفي السفارة قال نريدها قلت أخرجني


كي أجلبها قال تريد أن تهرب قلت كيف أهرب وجوازي


لديكم قال نريد السيارة ضروري نريد تفتيشها قلت ارسل


معي أحد الجنود قال تريد أن ترشيه قلت إذاً مالحل؟؟ قال


الحل عندك قلت هل تسمح لي بالحديث معك على إنفراد فقام


بإخراج ألجنود ألموجودين فأقتربت منه وقلت أنا لم أتعود


على الكذب وأخرجت له مفتاح السيارة وقلت تجدونها في


نفس إلشارع الذي يقع عليه ألمبنى ولكن على بعد 500 متر


تقريباً..فنادى على أحد الجنود ووصف له الموقع وأعطاه المفتاح...


يتبع.......................

خالد العاصمي 09-06-2010 06:11 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
(الحلقة الخامسة)


توقفنا عند موضوع إحضار السيارة..بعد ذلك قال الضابط


هل يوجد أي شئ ثمين بالسيارة قلت لا...


تذكرت هذا السؤال لاحقا عندما اكتشفت سرقتهم لأشياء كثيرة


كانت موجودة بالسيارة..


المهم كنت دائما أركز في التحقيق ألسابق وهذه المرة على


نقطة مهمه جداً وهي:


اني كنت دائما اطلب منهم أن يقوموا بإحضار العقد الخاص


بالرقم المشبوة لنرى إن كانت هناك بصمة لي على ألعقد فأنا


أتحمل مسؤلية الرقم ولكنهم لايستجيبون لهذا الطلب؟؟


((ولمن لايعرف نظام إستخراج رقم جوال بسوريا فهم يطلبون منك أن تبصم على عقد فتأخذ أنت الصورة وهم يحتفظون بالأصل ))



شئ غريب فعلا كأنهم حريصين على الباسي التهمه؟ في هذه


اللحظة طلبت من المقدم أن أذهب للحمام أجلكم الله فأبتسم


بسخرية وأخذ ينظر لمن حوله وهم يبادلونه الإبتسامه فقال


إذهب يافلان معه فذهبت وأنا اقول في نفسي إضحك على


خيبتك فأنا كنت أريد من ذهابي للحمام أن استخدم الجوال


ولكني لم أستطع التحدث لأن الجندي كان يقف عند الباب


ولكني أرسلت رسالة لأم خطاب بعدها عدت


للمكتب...الوضع الآن كالتالي:


طلب الضابط من احد المحققين أن يكتب مايسمونه ضبط


وخلال هذا الوقت سيذهب الضابط لمنزله ويعود الساعة


الثامنة مساء....


وعند عودته سيوقع على الضبط وسيرسلونه بعدها مباشرة


للمحكمة عند المحامي العام وهو قاضي وهوالذي سيقرر بعد


الأطلاع على التحقيق أخلاء سبيلي أو احتجازي والتوسع


بالتحقيق تمهيدا لأرسالي للمحكمه..


طبعا هذا شئ غريب لأنه من المفترض أني متهم وعلى الأقل


يخلى سبيلي بكفاله حتى موعد المحكمه وهي التي تقرر..لا


ان يتم احتجازي حتى موعد المحكمة...ليس هذا الشئ


الغريب الذي حدث فعند متابعتكم للقصة كاملة سترون العجب


العجاب من ناحية الإجراءات الغريبة...


في هذه الاثناء ذهب الضابط سيئ الذكر ولم أراه بعدها حتى


يومنا هذا ولكن لاشك بأني سأراه حين تجتمع الخصوم في


يوم الحساب عند رب الأرباب ...


فيه هذه الأثناء بدأ هذا المحقق بالكتابه وكان كل من هناك


يكتب طبعا بيده فلم اشاهد جهاز كمبيوتر في ذلك


المكان..كانت جوالاتي معي حتى هذه إللحظه وكنت امسك


احدها بيدي منذ أن كان الضابط هنا فأصبح على ماأظن


هناك إنطباع عند المحققين بأن الضابط قد سمح لي


بإستخدامه وأغلب الظن أن الله سبحانه قد أعماهم عني فترة


من الوقت ولكن وخلال إرسالي لأحدى الرسائل إنتبه أحدهم


فتكلم مع المحقق الآخر كأنه يستشيرة بأخذ الجوال بعدها نظر


إلي وأقترب مني وكانت الرسالة قيد الإرسال فسحبت يدي


قليلاً وأنا انظر للجوال حتى تم إرسال الرسالة فأعطيته


الجوال وقام بأخذ الجوال الآخر ووضعهما بظرف وأغلق هذا


ألظرف بطابع لونه أحمرواكمل كتابة التحقيق بعدها جاء


اتصال على هاتف المكتب فرد المحقق وعرفت من طريقة


كلامه أن السفارة تتصل وتريدأن تعرف ماذا حدث معي


وماهي الإجراءات القادمة حاول المحقق ألا يعطيهم معلومات


ولكن يظهر بأن المتصل ألح عليه كثيرا فأضطر لأخباره


ببعض المعلومات وليس كلها وعند الساعة الخامسة مساء


تقريبا ذهب هذا المحقق الذي أخذ الجوالات وكان يكتب


التحقيق وأوكل المهمه لشخص آخروأوصاه بأن لايتركني


وبعدها بساعة أخذني هذا الشخص والذي بدأ يتجاوب معي


شيئاً فشيئاً إلى مكتب آخر هو أقرب للتوقيف من المكتب


الحالي وفي الطريق للمكتب الآخر رأيت في الممر خشبه


ملقاه على ألأرض بطول متر ونصف تقريبا وعرض متر


ومربوط بها بعض الحبال علمت فيما بعد أنهم يسمونها بساط


الريح وهي تستخدم للتعذيب وعند صولنا للمكتب الآخر


جلست هناك وكان المحقق منهمك بكتابة أوراق


كثيرة ...ولكني أخذت أتجاذب معه أطراف الحديث وبدأنا


نتكلم بأمور عاديه ويخبرني عن شقيقه الذي يعمل بالسعودية


وأيضا سألني عن عملي وكم راتبي وأخبرني براتبه والذي


لايتجاوز تسعة آلاف ليرة أي مايقارب 720 ريال في هذه


الأثناء طلبت منه أن أصلي فقال إذهب فأنت تعرف أين دورة


المياه فذهبت وكان الحمام أجلكم الله بجانب حرس التوقيف


فلما أردت الدخول منعني أحدهم قلت أريد أن اتوضأ قال


ارجع فرجعت ولكن لحق بي أحدهم وقال لاتهتم بعد قليل


سأتركك تتوضأ وفعلا بعدقليل من الوقت ذهبت وتوضأت


وبعد أن فرغت من الصلاة جاء أحد ألمحققين ومعه أحد


المحتجزين في ألحبس الإنفرادي وكان المحقق يحمل بيده


سوط عبارة عن أسلاك معدنية ملفوفة بشيئ من الجلد وطولة


تقريبا مترأويزيد وقال للمحتجز هاه هل ستخبرنا بأقوال


اخرى أم لا وكان ألمحقق وألمحتجز واقفين فقال المحتجزوالله


ياسيدي ليس لدي أكثر مماقلت فقال المحقق بل ستخبرني


بالمزيد وبعد مدة بسيطة أمره المحقق بأن ينبطح على بطنه


ففعل ورفع رجليه للخلف وقد كان السجين يعرف كيفية


الإنبطاح المطلوبة وبعد أول ضربه على قدميه أخذ يصرخ


بشدة وبعد الضربة الثانية لم يتحمل الألم فالغرفة التي نحن


بداخلها تختلف عن السابقة فقد كان بها نوافذ وكانت باردة


جدا فكان الألم أشد فقام السجين ووقف على رجليه بصعوبة


وأخذ يبكي ويلطم وجهه وأصابته حاله هستيرية وأخذ يصرخ


ويقول ماذا تريد مني أن أقول ياسيدي خلاص سأقول لك أبي


وأمي وإخواني وأخواتي كلهم يتاجرون بالمخدرات


(منيح هيك؟؟) لكن أرجوك لاتضرب خلاص لم أعد أتحمل


والله لاأستطيع الوقوف بعد ذلك أخذوه للسجن الإنفرادي مره


أخرى..


لم يكن هو الوحيد الذي عومل بهذه الطريقه فقد كنت أثناء


التحقيق أسمع أصوات تأتي من الممر عبارة عن صرخات


وتوسلات وماشابه..


جاءت الساعة الثامنة وأرجعوني للمكتب السابق ووصل


المحقق وقام بالإتصال على مكتب الضابط ولكنه لم يحضر


الا الساعة الثامنة والنصف فأرسلوا له أوراق التحقيق ليوقعها


وبعد ذلك أرسلوها مع أحدالجنود ليقوم بأيصالها للمحامي


العام بالمحكمه(محكمه بالليل؟؟) بصراحة إجراءات غريبة


جداً بعد ذلك أرجعوني إلى مكان قريب جداً من التوقيف بل


عند حراس التوقيف ووضعوا لي كرسي وجلست أنتظر حتى


يأتي القرار من المحامي العام فإما ألسجن أو إلأفراج


إستغليت الوقت بالإستغفار وألدعاء فمازال لدي أمل بالله


سبحانه بأن يفرج عني كربتي أيضاً كنت أوطن نفسي وأستعد


لأسوأ الإحتمالات.. كان آخر طعام أكلته هو الإفطار صباحاً


وطوال وقتي هناك لم آكل شئ فقط كنت قد شربت قليل من


الماء عندما كنت أتوضأ أيضاً كنت قد نسيت أن أجلب معي


علاج المعدة ألذي أستخدمه منذ أربع سنوات بشكل


يومي ...في هذه اللحظات أحضروا وجبة العشاء للمساجين


وكانت عبارة عن تنكة مفتوحه من الأعلى يوجد بها لبنة


بمقدار نصف التنكة وأحضروا عدد 8 اوعيه(طاسات)


وأخذوا يوزعون أللبنه في هذه الأوعيه وكانوا يضعون القليل


في كل واحدة جلست أحاول أن أخمن كم عدد المحتجزين من


خلال كمية الطعام فقلت لعل كل وعاء سيأكل منه اربعة


محتجزين كحد أقصى إذاً عددهم هو32 سجين ..


في هذه الاثناء قال لي أحد الحراس خذ نصيبك من العشاء


فأخذت خبزه وقليلا من اللبنه ..بعد ذلك وعندمافتحوا باب


التوقيف ليقوموا بإدخال العشاء والله ياأخوان انبعثت رائحة


كريهةجداً جداً من داخل التوقيف..


وعند الساعة الحادية عشر جاءت أوراق التحقيق ولما سألت


العسكري عن قرار المحامي العام قال لي سيتم إحتجازك


عندها قلت ماقاله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل


الصلاة والتسليم قبل أن يلقى بالنار كان آخر ماقاله


(حسبنا الله ونعم الوكيل)



فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل.......



في الحلقه القادمة:


كم مكثت في التوقيف وماذا رأيت بالداخل ؟؟؟



كيف قالوا سنحيلك للقضاء فأحالوني لل؟؟؟؟؟

خالد العاصمي 09-06-2010 06:12 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
(الحلقة السادسة)



اليوم هو الأثنين 19-1-2009 وقد مضى على وجودي بسوريا 13 يوما...



وكنت قد توقفت في الحلقة السابقة عند وصول قرار توقيفي



من قبل المحامي العام وقبل أن اكمل ماحدث احب أن أذكر



نقطتين نسيت أن أذكرهما بالحلقة السابقة..



أولا التحقيق الذي أرسلوه للمحامي العام كنت قد بصمت عليه



بعد قرائته ولكنهم صاغوه بطريقة غريبه ومجحفه بحقي فقد



كتب المحقق أني متهم بتهريب مخدرات ...وكتب من ضمن



أقوالي أني ذكرت بأني استخرجت عدة خطوط وقد أعترضت



على هذه النقطة كثيراً وقلت أنا أستخرجت خطين فقط ولكن



المحقق رفض التعديل تماماً؟؟



النقطة الثانية أني عندما كنت خارج التوقيف وفي لحظة



وصول وجبة العشاء قاموا بفتح احدالأبواب خلفهم وخرجت



منه امرأة لتأخذ عشاءها وعرفت أن هذا الباب هو توقيف



النساء بحرس رجالي طبعا؟ وعرفت أنها السجينة الوحيدة هناك...



بعد وصول قرار توقيفي بدأو ببعض الأجراءات اولاً قاموا



بتفتيشي وطلبوامني أن أخرج كل مافي جيبي ولم يكن في



جيبي ألا 2600ليرة ومن ثم أخذو ني الى مكتب توضع فيه



الأغراض الشخصية كان الشخص الذي فتشني هو من أخذني



الى مكتب الأمانات الذي لايوجد به باب أصلا؟ وفي الطريق



قال لي كم هذا المبلغ قلت 2600 قال لا بل 1500 قلت له



أنا متأكد من المبلغ فسكت كان يريد أن يأخذ جزء من المبلغ



ولكن لما عرف أني متأكد من المبلغ سكت وعند وصولنا



لمكتب الأمانات كان هناك شخصين فوضعت كل ماعندي



على الطاولة ولم يكن معي غير ساعة يد والمبلغ المذكور



سابقا فوضعوا أغراضي بظرف مستخدم ومفتوح ووضعوه بداخل درج مكسور.....



بعدها ذهبنا للتوقيف ولما فتح الباب ودخلت ماذا رأيت؟؟



ياالله كان هناك 54 موقوفا هم الذين اكلوا ذلك العشاء القليل



كان التوقيف بطول 15 مترا تقريبا وبعرض خمسة أمتار أو



أقل كانت الرائحة لاتوصف وكانوا يفترشون بطانيات ذات



لون بني تستخدم بالعادة للقطاعات العسكرية(جيشيه) لم يكن



هناك أي مكان شاغر وكانواملتصقين ببعضهم وكان نصفهم



تقريبا نيام.. الأماكن التي بها متسع هي القريبة من باب



التوقيف ولايوجد بها بطانيات بل بلاط فقط....كنت افكر بشيئ واحد فقط؟؟؟؟



كنت أريد أن أنام...نعم أريد أن أنام قد يقول أحدكم لوكنت



مكانك لقتلني التفكير والحزن أو يصفني بالبرود رغم أني



عكس ذلك تماما ولكن ياأخوان عندما تعرضت لهذه الضغوط



المتواصلة أصبت بالتبلد وأستسلمت لقدر الله فليس لي الآن



لاحول ولاقوة ولاأستطيع فعل أي شيئ اذا لماذا أحرق



أعصابي ودمي ...تعمقت للداخل وجدت بعض الشباب



جلوس فجلست بجانبهم فبادرني أحدهم بالسؤال ماهي قضيتك



فقلت له أعذرني ياأخي فلقد تعبت من كثرة الأسئلة وقمت



وصليت الوتر وبعد ذلك حشرت نفسي بين من كانوا نائمين



وغفوت مدة بسيطة وسبحان الله فجأة تنبهت ورأيت احد



السجناء الجدد قد دخل فبادره الأشخاص الذين سألوني عن



قضيتي وأخرجوا له بطانية من تحتهم ليفترشها على البلاط



فلحقت به وقلت له البطانيه بيني وبينك وفرشناها قريبا من



الباب ووضعت جاكيتي تحت رأسي ونمت نوم عميق



والحمدلله أن التوقيف يوجد به تدفئه لذلك لم أكن بحاجه للحاف..



وعندما أستيقظت سألت من كان بجانبي عن الوقت فقال أظن



انها السابعه....لم نكن نعرف الوقت لعدم السماح بأدخال



الساعات كانت هناك فتحة صغيرة نرى منها ونعرف الليل



من النهار ولكن لانستطيع معرفة الوقت الا عن طريق الذين



يعودون من التحقيق .....قمت وتوضأت كان الحمام اجلكم



الله لاينغلق تماما ولايوجد به أنارة وأكثر من مرة شاهدت



(عفوا لهذا الوصف) شاهدت دخول شخصين لدورة المياة



بوقت واحد ويتركون الباب مفتوح طبعا ليس عليهم ملامه



فالكثير منهم فعلا قد قضت المخدرات على عقله...



وبعدماصليت قام أحد الحراس وفتح الباب وقالوا لنا صفوا



ثلاثة طوابير وقاموا بعدنا وكنا 54سجين...وبعدها بقليل عاد



أحدالحراس وقال أي شخص سجن البارحة يأتي الى هنا



وصفونا قريبا من الباب وكانوا يخرجوننا على دفعات كل



دفعة اربعة أشخاص وعندما أخرجوني وثلاثة سجناء عرفت



أنهم سيعملون لنا تحليل بول أجلكم الله وأعذروني ياأخوة



ولكن لابد من الكلام قاموا بتوجيهنا الى أربع دورات مياة



كانت أمامنا ولكنهم طلبوا منا أن ندخل جميعا الى حمام



واحد؟؟؟ أجبرونا على ذلك؟ علمت فيما بعد أن هذه الحمامات



هي نفسها الحبس الإنفرادي ولكم أن تتخيلوا؟



بعد ذلك قاموا بتصويرنا كما يتم تصوير المجرمين



بالأفلام...تعرفون الطريقة طبعاتصوير الوجه وتصوير



جانبي الوجه بعد ذلك اعادونا للتوقيف بعدها بقليل طلبوني



بالأسم فلما رأيت المحقق عرفت أنه سيعاد التحقيق معي



وسيكون التحقيق بشكل موسع؟؟؟ ايقنت هذه المره بأنهم



سيعذبوني لينتزعوا مني اعترافا بالقوة فلست عندهم بأفضل



من غيري...استعنت بالله ومن لي غيره؟ فلما دخلنا بالتحقيق



قال لي المحقق هل لديك شيئ جديد تريد أن تضيفه قلت لا



وأعدت عليه طلبي بإحضار عقد التلفون المشبوه..ولكنه



رفض...ثم قال خلاص إرجع للتوقيف ؟ قمت بسؤاله مالذي



سيحدث قال سأقول لك رغم اننا ممنوعين من قول أي معلومه



للسجين..قال لي سيتم إحالتك الى القضاء غدا الأربعاء بعد



الظهر ثم سألني كيف علمت السفارة بوجودي هنا؟ قلت لاأدري.



كانوا لايريدون السفارة أن تعلم أي شيئ...بعدها أعادوني



للتوقيف فلما دخلت سألني احد السجناء وكان هو من القلة



الذين رأيتهم يصلون فبادرني بالسؤال هل ضربوك؟؟ قلت لا



قال احمد ربك لقد كان هنا قبلك سجين سعودي ضربوه ضربا



شديدا وقد وضعوه بالحبس الأنفرادي 11 يوما فقلت الحمدلله



ولكنهم بعد قليل نادوا علي مرة أخرى فخرجت قالوا لي



السفارة أرسلت لك هذا الدواء وسنضعه بالخارج طبعا



ولكن هل تريد أن تأخذ حبه قلت نعم بعد ذلك أعادوني ....



كان وصول الدواء له دلالات عندي أولا علمت أن أم خطاب



بخير وقامت بمراجعة السفارة ثانيا علمت أن السفارة تتابع



موضوعي..طبعا ليس السفارة بل الأستاذ فواز الشعلان...



كان اليوم هو الثلاثاء20-1-2009 كانت هناك وجبتين



مجانية فقط الأولى هي الغداء ويحضرونه عصرا بمعنى أن



أي شخص ليس لديه مال بالأمانات فإن عليه الإنتظار إلى



العصر كي يأكل أول وجبه ورأيت الكثيرين يضعون الخبز



في جيوبهم لوقت الحاجه ..أما العشاء فكانوا يحضرونه الساعة 11 تقريبا



وعرفت أيضا كيف كان الأكل القليل يكفيهم فلايوجد هناك أي



شخص له شهيه على الأكل لذلك كان الأكل يكفي الجميع,,



كان اليوم طويل وممل ولكني حاولت أن اسلي نفسي بذكر الله ..



كان القمل منتشر بين السجناء وبقوة أيضا كانت الصراصير تسرح وتمرح بالمكان..



مضى هذا اليوم وأنا أمني النفس بالخروج يوم الاربعاء الى القضاء....



وفي يوم الأربعاء 21-1-2009 نادوا على ناس كثيرين وقد



علمت معلومه مهمه وهي أنهم أذا إستدعوني وبصموني



فسوف أخرج من هذا المكان ولما جاء الظهر نادوا علي



وذهبت مع المحقق وأخبرني بأني سأذهب اليوم الى القضاء



ولكنه طلب مني وصفاً كاملاً للمحل الذي أشتريت منه أرقام



الجوال فقلت له كيف سترسلوني للقضاء والتحقيق لم يكتمل



اليس من المفترض أن تستدعوا صاحب المحل وتحققوا معه



وأن تأتوا بالعقد ليكون دليلاً في صالحي؟؟ قال هذه هي



أجرائتنا فوصفت له مكان المكتبه بالضبط وقام



بتسجيله..وكنت في حالة دهشه كيف سيرسلوني للقضاء



بتحقيق ناقص وليس في صالحي...ولكن ماباليد حيله رجعت



للتوقيف وذهبت لأتوضأ لصلاة الظهر فلما خرجت وأردت



الصلاة نادوا علي مرة أخرى وطلبوا مني أن ابصم بشكل



غريب وبآله غريبه بصمت بكامل كفي اليمنى واليسرى ومن



ثم بصمت بكل إبع على حده وأعادوني للتوقيف وهناك قال



لي بعض الموقوفين الذين بصموا خلاص سنذهب كلنا للقضاء



وفعلا بعد دقائق فتحوا الباب وقالوا كل شخص قام بالتبصيم



يخرج فخرجنا جميعا ووقفنا بالممر وكان هناك جندي جالس



وأمامه طاوله عليها جميع أغراض الموقوفين فقالوا لنا كل



واحد يأخذ أغراضه فأخذنا أغراضنا طبعا لم يعطوني



الجوالات بل كانت ماتزال بذلك الظرف وتعتبر محتجزة مثل



السيارة ولايحق لي أخذها إلا بعد خروجي عن طريق المحكمة



بعد ذلك كان هناك صندوق موضوع على الأرض مليئ



بحلقات حديدية توضع على معصم اليد وكان هناك شخص



يعطي كل شخص الحلقه المناسبة في حجمها ليده وكل شخص



يأخذ الحلقه ويضعها بيده ونقف في طابور طويل فقد كان



عددنا تقريبا 25 شخص ومن ثم اخرجوا الفتاة التي كانت



بتوقيف النساء ولاأريد أن اشرح كيف كانوا يعاملونها ..



في هذه اللحظه جاؤا بسلسله طويلة وبدأو بإدخال السلسله



بالحقات الموجودة بأيدينا واصبحنا كلنا مقيدين بسلسلة



واحدة....وعندما كنا على وشك الخروج فأذا بأحدهم يقول:



فكوا هذا السعودي فلن يذهب معهم..ففكوا القيد من يدي ومن



ثم أحضروا كلبشه ووضعوها بيدي وطلبوا مني الوقوف



بالممر ولما سألت اين ستذهبون بي؟



قالوا ستذهب للأمن السياسي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



قلت في نفسي (شاب سعودي وملتحي وسيذهبون بي للأمن السياسي)



الله المستعان يظهر أني سيطول بي المقام في هذا البلد....

خالد العاصمي 09-06-2010 06:13 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم




(الحلقة السابعة)







وقفت أنتظر في ذلك الممر بينما باقي السجناء كانوا يمرون أمامي متجهين للأعلى ليذهبوا بهم للقضاء وأذا


بأحدهم وأثناء مرورهم من أمامي قال لي لاتقلق فقط ساعات ستقضيها في الأمن السياسي وسيرسلونك للقضاء بعد أن يحققوا معك...


مرت ثواني بعد ذلك فأذا بأحد الجنود يقول لي تعال معي وأتجهنا للأعلى ونحن نصعد السلم لحق بنا جندي


آخر وسار معنا كان الجندي الأول ممسكا بيدي... وقتها كنت أدعوا بدعاء من خاف قوما


( اللهم أكفنيهم بماشئت) كررت هذا الدعاء كثيرا فلما وصلنا للدور الأرضي مررنا بمرآب لسيارات


الضباط وهنا يخطر في بالك سؤال وتعجب( من أين لهؤلا الضباط مثل هذه السيارات الغالية الثمن؟؟)


مررنا بجانب السيارات وقتها والله نزلت علي سكينة وأطمئنان عجيبين كنت أنظر لضوء الشمس من بعيد


فلم أرى هذا المنظر منذ يومين وفي النهاية وجدنا حافلة من النوع التي تستوعب اربعين راكبا وكان بداخلها


السجناء المتجهين الى المحكمة وبجانب الحافلة يوجد سيارة (فان) من نوع هيونداي مدنية قام العسكري بفتح


الباب الجانبي فصعدت وصعد هو بجانبي وكان في الأمام ايضا جنديين احدهما ركب ممسكا بأوراقي


وجوازي وجوالاتي وعلاجي والآخر يقود السيارة ...كنت افكر وأقول في نفسي الحمدلله الذي نجاني من هذا


المكان التعيس من غير تعذيب فهذه لوحدها مكسب ومغنم خصوصا لما علمت بماحل بالسعودي الذي سبقني


والذي أمضى هنا 13 يوما منها 11 يوما بالأنفرادي الذي هو الحمام أجلكم الله وسأروي لكم قصته


بالتفصيل عندما حدثني هو نفسه بها في مكان آخر....علمت بعدما عدت للسعودية أن الأستاذ فواز الشعلان


كان موجودا حين خروجي من مبنى المكافحة ولقد شاهدني أثناء خروجي ولكني لم أنتبه له...تذكرت حينها


من قالوا لي بالسفارة نحن لانستطيع أن نخاطب أي جهه ألا من خلال وزارة الخارجية؟؟؟؟؟


وفي الطريق للأمن السياسي كنت مازلت اردد الدعاء السابق وأستغفر والله ياأخواني أن الجنود الذي كانوا


معي كانوا يتحدثون مع بعضهم وكأني لست معهم ولم يهتموا بأمري فقط هو سؤال واحد سألني أياه أحدهم


قال لي:هل أنت مريض بالقلب او بأي مرض خطير قلت له لا قال هناك بالأمن السياسي سيسألونك هذا


السؤال قلت له فقط عندي مرض بمعدتي قال لا هذا غير مهم... أذا سألوك هذا السؤال هناك فقل لايوجد لدي


أي مرض خطير..


لاأخفيكم هذا السؤال يدعوا للقلق لأن معناه ومغزاه خطير...قلت أكيد أنهم يريدون أن يتأكدوا بأني لست


مريضا بالقلب لكي يأخذوا راحتهم بالتعذيب


المهم اننا اقتربنا من فرع الأمن السياسي المقصود لأن الفروع كثيرة فلما توقفنا عند البوابة والتي كانت


محاطة بالحواجز الأسمنتية والجنود المسلحين برشاشات من نوع كلاشينكوف نظرت الى هذا المبنى


وموقعه وتذكرت اني مررت من هنا عشرات المرات ولم أكن أدري ماهذا المبني ولاأعلم أن العشرات


مسجونين بالداخل ...قام السائق بأعطاء الحارس أوراقي وبعد ذلك سمحوا لنا بالدخول فلما دخلنا فأذا هناك


مجموعة من المباني أغلبها ذات دور واحد؟ علمت لاحقا أنها بأكثر من دور ولكن تحت الأرض توقفنا عند


مبنى صغير فنزل الجندي الذي بالامام ونزل ايضا من كان بجانبي وتوجهوا الى باب هذا المبنى وطرقوه


وكان في الباب فتحه صغيرة طل منها جندي وتكلموا معه قليلا ثم عادوا وركبوا السيارة وقالوا سننتظر


قليلا وقتها تحدث السائق وقال منذ فترة وأنا لم اجلب لهم أحد


و يعود معي كل من أوصلته هنا يبقى عندهم وفعلا هذا ماحدث.. وبعد دقائق قليله طلبوا مني النزول فنزلت


ودخلت مع ذلك الباب الحديدي ذو اللون الأخضر وعند الدخول يكون امامك جدار وعند اتجاهك لليمين يكون


هناك مكتبين أحدهما للحراسه والآخر للتحقيق واما اذا اتجهت يسارا فسيكون على يمينك سجن النساء


وأمامك سجن الرجال..توجهنا لليمين طبعا فلما دخلنا كان هناك مجموعة من الجنودوالمحققين فقام الجندي


الذ ي يحمل أوراقي بتسليمها الى أحدهم عندها سألهم هذا المحقق عن ورقة تخص السيارة وسألهم ايضاهل


السيارة محجوزة بحجز المكافحة أم بالمرآب العام الذي يقع بمنطقة دويلعه قال الجندي لا هي بحجز مكافحة


المخدرات عندها أصر المحقق على الورقة الخاصة بالسيارة وأراد ان يتأكد من مكان السيارة عندها تكلمت


أنا وقلت أن السيارة عندهم بدليل أنهم قبل خروجي سألوني عن أستمارة السيارة وأخبرتهم أنها بالسيارة


فذهب أحدهم ليجلبها وعاد سريعا وهذا معناه ان السيارة لديهم... لاأخفيكم خفت أن يصر


على موضوع الورقة فأعود مرة أخرى لذلك المبنى الذي كرهته ولكن المحقق قال لي أنا أفعل هذا من أجل


أن أضمن حقك بعدها وصلوا لحل فقام بالأتصال بمبنى المكافحة وتأكد مما يريد..بعدها قال المحقق لجنود


المكافحة تستطيعون الذهاب الآن فذهبوا..


بعد ذلك قاموا بتفتيشي وأخذوني للسجن فلما فتح الباب ودخلت ماذا رأيت؟؟؟ كان السجن بطول ستة أمتار


في ستة أمتار تقريبا اغلبه مفروش بالبطانيات الجيشيه ذات اللون البني ماعدا المدخل كان عددهم بالداخل


وقت دخولي يقارب 25 شخص اغلبهم كان متكأ على الجدار وكان هناك ثلاثة يسيرون عند المدخل ذهابا


وإياباً


كانت هناك فتحة طويله بالجدارين الشمالي


والجنوبي عليهما زجاج وشبك ...سلمت بصوت مسموع وجلست في الوسط


وأول مالفت نظري رجل


بالخمسينات من عمره يرتدي ثوب شتوي عرفت من النظرة الأولى بانه سعودي وبمجرد جلوسي جائني


هذا الرجل فسلم علي وقال هل أنت سعودي قلت نعم قال وأنا ايضا من أهالي الشمال سألني من أين أتوا بك



قلت من مكافحة المخدرات فقال وأنا أيضا فبادرني بالسؤال هل ضربوك؟؟؟ قلت لا. قلت وانت؟؟ فكشف



عن ساقه فرأيت منظرمازلت اتذكره تماما كماهو ...كان على ساقه خطين متجاورين بحجم وطول اصبع


اليد كانت تلك الخطوط عبارة عن دم متجمد مثل الذي ينشأ على الجروح بعد فترة من حدوثها كان ذلك


بسبب أن المحقق أخطأ قدمه مرتين وضرب الساق ياالله كيف ضربوا هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 53


عاما ولماذا وماهي تهمته؟؟قال يأخي أنا لم أدخل الى سوريا منذ عام 1986 وجئتها هذه المرة مع والدي


وهو قد تجاوز الثمانين من العمر كي نقوم بمراجعة احدى عيادات الأسنان وقد دخلت الى سوريا يوم


الثلاثاء بتاريخ 6-1-2009 صباحا لاحظوا أنه نفس تاريخ دخولي الى سوريا؟ ولكنه دخل صباحا يقول


فجأة وأنا أنتظر تخليص جوازي فإذا مجموعة من الجنود جاؤوا وقبضوا علي وأقتادوني الى أحد المكاتب


وقالوا لي أنت مطلوب لأدارة مكافحة المخدرات للأشتباه بأسمك؟ يقول لم يعطوني الفرصة لألتقط أنفاسي


أو أفكر والذي حز في نفسي وجرحني أنهم وضعوا القيود بيدي وأقتادوا أبي معي ولم يرحموا شيبته والله


أني مازلت أفكر بأبي


ولما وصلنا لمبنى المكافحة اطلقوا سراح والدي مساء ولم أره منذ ذلك الوقت... يقول حققوا معي كثيرا وفي


أحد المرات طلبوا مني أن أحضر تلك الخشبه الملقاة على الأرض(بساط الريح) ولم أكن أعلم ماهي فطلبوا


مني الأستلقاء عليها وربطوا قدماي بالحبال الموجودة فيها وشدوها للخلف وضربوني ضربا مبرحا وكانوا


يفعلون بي ذلك يوميا....

خالد العاصمي 09-06-2010 06:13 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم




تكلمه للحلقه السابعه...





كان هذا الرجل والذي سأرمز لإسمه بأبوعبدالله خير مثال لأهل الشمال الذين عرف عنهم سعة الصدر


والصبر وطول البال اضف الى ذلك أنه كان يتمتع بروح الدعابة...من ضمن ماقاله لي أن الجريمة التي


يتهمونه بها وقعت عام 2005 وكان يقول لهم ارجوكم خاطبوا أدارة الجوازات لتتأكدوا أني لم أدخل الى


سوريا منذ 23 سنه لكنهم لم يتستجيبوا له بل في أحد أيام التحقيق والتعذيب قاموا بأستدعاء أحد أطراف


الجريمة التي يتهمونه بها وقالوا لذلك الرجل هل تعرف هذا الشخص يقصدون ابوعبدالله فقال ذلك الرجل لا


لاأعرفه والشخص الذي كنت اتعامل معه شاب وهذا رجل كبير...يقول ابوعبدالله ظننت أني نجوت بعد تلك


الشهادة ولكني فوجئت بأنهم أعادوا التحقيق معي وأستمروا بتعذيبي بل كان الضابط محمد وليد وهو نفس


الضابط الذي أستلم قضيتي ينزل يوميا ويقول وين هذا السعودي يقول كان ذلك الضابط ينزل من أجلي كان


يحقد علي بشكل غير طبيعي ....ورغم هذا ثبت ابوعبدالله وقال لهم مهما ضربتم فأنا لن أغير اقوالي فقلت له


كيف تحملت كل هذا قال والله كنت اصرخ واقول ياالله ياالله من شدة الألم ولكن قلت لوأعترفت تحت


التعذيب سأدخل السجن لجرم لم أفعله..






هنا شيئ مهم أحب أن انوه اليه فموضوع تشابه الأسماء دارج هنا ومنتشر بقوة والسبب أنهم يعتمدون في


بطاقاتهم على الاسم الثلاثي فعلى سبيل المثال لما كنت في مكافحة المخدرات أخبرني الشخص الذي بجانبي


عن شخص وأشار اليه وقال هل ترى هذا قلت مابه قال هذا هو المطلوب الحقيقي للمكافحة ولكنهم قبل أيام


جلبوا شخص يتشابه معه بالأسم وقدتعرض للتحقيق والتعذيب لفترة طويله حتى تم القبض على المجرم


الحقيقي.... وبالتالي اذا كان هناك شخص ما ارتكب جرما وأسمه الثلاثي مطابق لك فأنت في خطر والله المستعان....





بعدها سألت ابوعبدالله هل يوجد هنا سعودي غيرك؟؟ قال نعم وأشار الى شاب ممتلئ يجلس مع بعض


الشباب العراقيين في الزاوية وقال هذا الدكتور ابومحمد وهو أقدم محتجز في هذا المكان فقد مضى عليه


هنا 55 يوماوقد كان مسجوناً بسجن ((عدرا)) ثمانية أشهر وقد جعلوه شاويش هذا السجن لأقدميته ولأنهم


دائما مايحتاجونه لمعرفة بعض الأدوية التي تأتي مع السجناء الجدد وهو ايضا من يقوم بتنظيمنا هنا في كل


شيئ عندها نظر الي الدكتور ابومحمد واشار الي أن آتي اليهم فأتيتهم وسلمت وتعرفنا على بعضنا البعض


كانت الجنسيات الموجودة هنا كالتالي سأذكرها بحسب الأكثرية


اولا العراقيين وهم يشكلون الاغلبيه


ثانيا:السوريين


ثالثا: نحن السعوديين وكنا ثلاثة


والباقي كانوا من جنسيات مختلفه جزائري وقد كان أصغر سجين وكان دائم الحزن والخوف وكثيرا ماكنا


نقوم بتهدئته..


ولبناني وأفغاني..وكردي تركي..ونيجيري..


كنا ننام نحن السعوديين الثلاثة بالزاوية معا وعن يميننا وشمالنا العراقيين وقد أسميناها الزاوية السعودية


العراقية...لاحظت في تلك الفترة سرعة التآلف بيننا اقصد السعوديين والعراقيين فقد كانت جلستنا عامرة


بالقرآن تارة وكلام الدين تارة وكنا نمازح بعضنا كثيرا وكان السوريين هم الضيوف....


كان وجود الدكتور ابومحمد مهم وأيجابي جدا بالنسبة للجميع فهو ملم بالقوانين والأجراءات وقد استفدت منه


كثيرا بمعرفة الأجراءات القادمة فسألته مالذي سيحدث لي حسب خبرتك


قال: أنت وصلت اليوم الأربعاء21-1-2009 وغدا الخميس سيستدعونك للتحقيق بعدها سيكون يوم الجمعه


أجازة طبعا يوم السبت سيعرضون أوراقك على اللواء وهو في فرع آخر غير هذا ليروا أن كنت مطلوب


أوعليك أي ملاحظات تخص أمن الدولة..وأذاكنت محظوظا سيحيلونك للقضاء يوم الأحد..فسألته وماذا عن


القضاء فقال لي بكل بساطه سيخرجك القاضي أما أبعاد أو أخلاء سبيل قلت له مالذي يجعلك واثق أني لن


أسجن؟؟؟ قال ياعزيزي أنت ماهي تهمتك الرئيسية بالتحقيق؟ قلت يقولون اني مهرب مخدرات قال هل


وجدوا معك مخدرات قلت طبعا لا قال هل أعترفت بشئ بالتحقيق أم نفيت التهمه قلت طبعا نفيت قال اذا لن


تسجن فالقانون هنا وضعي كماتعلم ولكي يسجنك يجب ان يكون هناك مستمسك عليك او أعتراف ....


كان هذا الدكتور يجيب الكل على اسئلتهم حتى السوريين لدرجة انه كان يسأل حتى الجدد فيقولون له نحن مثلك لانعلم ماهو مصيرنا...


لاأخفيكم هنا في هذا المكان أرتحت شيئا ما فالمكان هنا انظف بكثير وهادئ والصحبة طيبة ...والأهم كان


المكان هنا فرصة لألتقاط الانفاس ومعرفة بعض الأجراءات القادمة ..بدأت أفكر بأم خطاب ياترى هل


سافرت أم لا؟ احسست بشئ من الندم أني لم أقم بتسفيرها وكنت أفكر متى ستسافر ولكني متأكد أنها لن


تتجاوز الايام الأربعة التي أتفقنا عليها...


هنا في هذا المكان تنقطع عن العالم الخارجي فلاأحد يعرف انك هنا أصلا ولاأنت تعرف عن أهلك أي شيئ


لوسألت أي شخص منا في ذلك المكان ماهي أمنيتك؟ لقال من دون تردد أتمنى فقط أن أتصل بأهلي لأطمأن


عليهم كانت هذه أمنيتنا جميعا بلا أستثناء


تذكرت قول الله عز وجل (وحيل بينهم وبين مايشتهون) ....


أخبرني ابوعبدالله بأن الصلاة هنا ممنوعة؟؟؟قلت كيف؟ بل سنصلي أن شاءالله قال لي صل ولكن لاتصلي


جماعه فهم يتغاضون عنك أذا صليت منفردا ولكن لن يرضوا بأن نصلي جماعة...سألت الدكتور أبومحمد


عن السر وراء هذا المنع فقال المنع هذا موجود في جميع الفروع الامنيه تذكرت حينها ماأخبرني به سائق


التاكسي ابوفيصل الذي كنت أتعامل معه سابقا حين قال لي عن تجربته أيام التجنيد الألزامي وكيف كانت


الصلاة ممنوعة تذكرت أيضا أني لم أرى في جميع رحلاتي السابقة أي شخص يرتدي بدلة عسكرية


ويصلي ...وعرفت الآن كيف ذهبت الرحمه من قلوب المحققين والضباط .....


كانت الوجبات هنا منتظمه يغلب عليها البرغل الذي جفف بطوننا كان الدكتور ابومحمد يخبرنا بنوع الوجبة


قبل ان يحضروها والسبب أن هذه الوجبات تأتي من مطبخ السجن العام سجن(عدرا) والذي امضى فيه


الدكتور ابومحمد ثمانية أشهر لذلك هو يعرف الوجبات بترتيبها حسب الأيام كان ايضا لدى الدكتور ساعة


يد يخبئها تحت البطانية ويقول هذه ساعة متوارثه من السجناء الذين قبلنا فقد أدخلوها سرا الى هنا ...


لم يكن الدكتور ابومحمد هو الدكتور الوحيد معنا بل كان معنا أيضا جراح تجميل عراقي يعمل في أبوظبي


منذ اربع سنوات وهذا الدكتور لن أنساه ماحييت فهو شخصية محبوبه من الجميع وكان متواضعاً جدا


ويساعد الجميع ..أتدرون ماهي تهمته؟؟؟


هذا الجراح يعمل في ابوظبي منذ اربع سنوات وقام بتجديد جوازه قبل ستة أشهر عن طريق السفارة


العراقيه بأبوظبي وجاء الى سوريا بسبب موعد بينه وبين زوجته التي تعيش في السويد وأتفقا على أن


يلتقيا في دمشق ليقوم بمراجعة السفارة السويدية بدمشق لأنه يريد الأقامه مع زوجته وأبنائه بالسويد يقول


الدكتورالعراقي ذهبت في أحد الأيام لأدارة الهجرة والجوازات بدمشق كي أجدد اقامتي في سوريا فقد


أوشكت على الانتهاء فادخلوني في أحد المكاتب ثم وضعوا الكلبشات بيدي وأقتادوني الى الأمن السياسي


وهنا أخبروني بأني مطلوب من قبل الأنتربول لأن السلطات العراقية تبحث عني والتهمه هي أني أقوم


بعمليات تجميل للأرهابيين وقد مضى علي هنا 15 يوما وكان غاضب جدا ويقول أريدهم ان يرحلوني


للعراق فأنا واثق بأني سأخرج فأنا لم أدخل العراق اصلا منذ اربعة اعوام..


آسف على الاطالة ياأخوة فقد أردت من خلال عرض تفاصيل بعض القضايا أن تتعرفوا على الوضع العام


في هذا المكان فقد كان هذا السجن خير مثال للوحدة العربية ؟؟؟؟ وفي الحلقه القادمه إن شاء الله


ستعرفون المزيد من الأحداث منها ماهو محزن ومنها ماهو مضحك....

خالد العاصمي 09-06-2010 06:14 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم



(الحلقة الثامنة)



اليوم هوالخميس 22-1-2009


هو اليوم الثاني لي بالأمن السياسي


اليوم الرابع منذ أحتجازي


اليوم السابع عشر بالسجن الأكبر ((سوريا))


استيقظت لصلاة الفجر وصلينا فرادى وكأننا لسنا من أهل السنة ثم عدنا للنوم ثم إستيقظنا ألساعة ألثامنة


تقريبا كان هذا جدولنا اليومي ....تناولنا الفطور وبدأ الإنتظار فاليوم يفترض أن يحققوا معي ولكن مضى


الصباح ولم يستدعوني فسألت الخبير الدكتورابومحمد فقال إذا لم يستدعوك حتى الساعة الثانية ظهرا فلن


يحققوا معك إلا السبت؟ ولكنهم ولله الحمد أستدعوني بعدصلاة الظهر ودخلت لمكتب التحقيق وأود أن أذكر


هنا ملاحظة كان جميع الجنود والمحققين هنا ملامحهم جامدة لاتستطيع أن تعرف مشاعرهم أوتستشف


نواياهم ويشعرونك بشئ من الريبة وقفت مدة خمس دقائق داخل المكتب ثم جاء المحقق ومعه أحد الجنود


كان هذا المحقق هو نفسه الذي استلم أوراقي بالأمس والذي كان يسأل عن السيارة


كانت لهجته لهجة أهل البادية كان يقرأ التحقيق الذي تمت كتابته بمكافحة المخدرات ويملية للجندي الذي كان


يكتب وهو يدخن ولكن المحقق كان يصيغ التحقيق بطريقة أخرى أفضل من التي كتبوها بمكافحة المخدرات


وكان يستوضح مني كل نقطة يقرأها ثم سألني عن عملي وطبيعته وسألني أيضا عن قبيلتي ومناطقها ثم


نادى على أحد الجنود وأمره أن يعيدني حيث ماكنت فلما أخبرت الدكتور عن التحقيق وقلت له أنهم فقط


صاغوا التحقيق السابق بطريقة أخرى قال لي هذا أسلوبهم مع كل شخص محول من فرع أمني آخر أما


لوكنت مطلوب لهم هم لكان التحقيق معك تحت الأرض ويقومون بتغطية عيناك كي لاترى المحقق....


في هذا الوقت لم أعد أنتظر شيئ فلقد حققوا معي وغداً يوم الجمعه إجازة وبعده السبت والمحكمة لاتعمل السبت


بدأت في هذا الوقت بالتمارين السويدية والمشي بالستة أمتار الموجودة ذهاباً وإيابا قلت أستفيد من وقتي بدل


الجلوس ومنها أسخن جسمي فنحن في عز الشتاء والمكان هنا باردجداًجداً وأيضاً الرياضة تخفف التوتر


وتحسن المزاج ...


كنت مازلت أرتدي نفس الملابس منذ أربعة ايام فليس لدي غيرها وكنت لاأستطيع الإستحمام فالسخان


معطل منذ أسبوعين تقريباكما أخبروني هنا وكنا نعاني عندما نتوضأ فالماء كالثلج


كنت أستخدم جاكيتي لأغراض كثيرة فهو للتدفئة وهو أيضا منشفة بعد الوضوء ومخدة وقت النوم وسجادة للصلاة ...



كنت أتأمل في وضعي وأقول لقد كان الغرض من زيارتي لسوريا هو السياحة



والراحة في بلد عشقته وزرته كثيراً بعد عام طويل من العمل ومتاعب الحياة اليومية ولكني بدلاً من ذلك



أعاني الآن هنا وأنتقل من سجن الى آخرولم تشفع لي خبرتي ومحبتي بهذا البلد


ولاأدري ماهو مصيري ولامتى سأخرج من هنا؟ وإلى أين؟ وإذا ذهبت للقاضي بماذا سيحكم علي هل


بالبراءة أم بالسجن وإذا حكم بالسجن بكم سيحكم ؟


إجازتي من العمل تنتهي في 13-2-2009 وإذا سجنت بالتأكيد سأخسر عملي ومصدر رزقي كل هذه


الأفكار تدور في رأسي ولكن رغم ذلك لم أحزن ولله الحمد وكان من نعم الله علي أنه كان معي


أمثال ابوعبدالله الصبور بالفطرة والدكتور العراقي صاحب الطرفة والله كنا في بعض الأحيان نضحك بقوة


من بعض المواقف لدرجة أن بعض السجناء السوريين وغيرهم ينظرون لنا بنظرة إستغراب...


من الأشياء المضحكه أن أخونا ابوعبدالله كان دائما يقول لنا


(ياجماعة وسعوا صدوركم ترا كلها 500 سنة وينحل الموضوع)ههههههههه كان فعلا شمالي كما نقول


رغم ذلك إلا إنه في أحد المرات قال لي عندماكنا نتحدث معاً قال لي أتعرف من سيفتقدني؟؟ قلت من؟


قال لدي ولدان أحدهما أكبر من الآخر بعام وقد أدخلتهما للمدرسة في عام واحد وهما الآن في ثاني إبتدائي


وأنا متأكد بأنهمايفتقداني كثيرا ...بصراحة حزنت لأجله رغم أني لاأستطيع أن أشعر بمايشعربه فليس لدي


لاأولاد ولاحتى بنات....الله يرزقنا الذرية الصالحة قولوا آمين......


مضى يوم الخميس وأيضا الجمعة ولم يتغير شيئ بإستثناء أن أحد السجناء وهو لبناني كانوا يستدعونه


كثيرا للتحقيق وفي يوم السبت أصيب بحالة هستيرية وأخذ يركل الباب وعندما جاء الحارس قال لهم أنتم كل


يوم تقولون لي ستخرج غداً والله إذا لم تخرجوني سأقتل نفسي عندها رجع الحارس وعاد بعد قليل ومعه


محقق وجندي آخر مسيحي وطلبوا من هذا اللبناني الخروج فلما وصل الى الباب قام المسيحي


بركله ....وبعدها بقليل عاد المحقق وقال لنا أنا أوجه كلامي لمن حرض هذا الشاب وليس للجميع ولكني


أقول لمن حرضه أننا حلقنا لهذا الشاب وأنزلناه تحت الأرض وأنتم تعرفون ماذا يعني تحت الأرض؟؟


لقد حدثت أحداث وقصص كثيرة هنا لكني لاأريد أن اطيل عليكم وسأحاول الإختصار قدر المستطاع,,,


في يوم السبت 24-1-2009 سجن معنا كثير من العراقيين ..كانت أكثر قضايا العراقيين تتعلق أما بانتهاء


الأقامة فقد كان هناك تضييق على العراقيين في سوريا ويتم تسفيرهم لأتفه الأسباب حتى لوكان السبب


أقامه منتهيه ليوم واحد..وايضا قضاياهم تتعلق بالشك في الجواز بأنه مزور كانت هذه أغلب تهم العراقيين...


ايضا في هذا اليوم يوم السبت تم خروج أكثر من سجين ,,,.


من المعلومات المهمة والمفرحة التي حصلت عليها من الدكتور أبو محمد هي أني عندما أذهب للمحكمة وفي


أثناء أنتظار دوري للدخول على القاضي سأتمكن من الأتصال عن طريق الشرطه هناك....طبعا بمقابل....


كنت متشوق ليوم الأحد فهواليوم المتوقع أن يتم تحويلي فيه للقضاء إذا لم يكن علي أي ملاحظة من قبل الأمن السياسي...........؟؟؟


ولكن للأسف جاء يوم الأحد ولم أخرج ولما رأيت أبوعبدالله الذي سبقني للأمن السياسي لم يخرج قلت


فكيف سأخرج أنا؟ لعلي سأخرج يوم الأربعاء......


وفي يوم الأثنين 26-1-2009 وعند الساعة العاشرة صباحاً تقريبا نادوا على أربعة هم أبوعبدالله ومعه


عراقي وجزائري وأفغاني وقالوا لهم جهزوا أنفسكم للخروج ..عندها سلمت على ابوعبدالله وهنأته وودعته


ومضت دقائق بعد ذلك ففتحوا الباب وأخرجوهم .....


مضى الوقت ثقيل فلقد ترك ابوعبدالله فراغ كبير فقد تعودنا على خفة دمه وكان صبرة يزيدنا ثباتاً فكما قيل


(الحي يحييك والميت يزيدك غبن) ولما إقترب وقت صلاة العصرذهبت لأتوضأ ولما خرجت فإذا بالباب


يفتح وإذا بالجندي ينادي على إسمي ويقول يالله بسرعة تعال قلت له لحظة قال بسرعة بسرعة...


شيئ غريب بصراحة ومقلق لأنهم بالعادة إذا أرادوا أن يخرجوا أي سجين كانوا يخبرونه قبلهابدقائق


ويقولون له جهز نفسك...


الساعة الآن الثانية والنصف والمحكمة تغلق الساعة الثالثة


فإلى أين سيأخذونني ؟؟ ولما هممت بالخروج فإذا بالدكتور العراقي ينادي علي ويقول الجاكيت الجاكيت


والحمدلله أنه ذكرني به لأني أحتجته لاحقا وبقوة...خرجت إلى مكتب التحقيق وهناك كانوا مستعجلين جداً


وجمعوا أغراضي الجوالات وأوراق القضية وأنا أراهم ولكني لم أتذكر العلاج بسبب عجلتهم ومفاجأتهم لي


بالخروج بهذا الوقت وبهذه السرعة فنسيت علاجي الذي أستخدمه منذ أربع سنوات وبشكل يومي...


بعد ذلك وضعوا الكلبشات بيدي وخرج معي ثلاثة جنود؟؟ خرجنا من المبنى إلى سيارة فان من نوع كيا


بيضاء اللون فركبت بالخلف وركب عن يميني جندي والآخر عن يساري وفي الأمام الجندي الثالث وبجانبه السائق طبعا...


ياالله لماذا كل هذا العدد ولماذا أخرجوني وحدي ولم يخرجوا معي أحد أويخرجوني مع ابوعبدالله ومن معه
في الصباح....


في هذه اللحظه تأكدت أنهم لن يأخذوني للمحكمه...


فمالذي حدث بعد ذلك وإلى أين ذهبوا بي؟؟؟


هذا ماسأكتبه لكم ياأحبه في الحلقة القادمة إن شاءالله.....

خالد العاصمي 09-06-2010 06:15 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم



((الحلقة التاسعة))



الأثنين 26-1-2009

كنت أعرف موقع المكان الذي نحن فيه بالضبط وأعرف الأحياء المجاورة لنا وأعرف أننا لوأتجهنا

للمحكمة فلن يستغرق ذلك منا إلا خمس دقائق أوأقل ولكني لم أنتظر وبادرت الجندي الذي عن يساري وقبل

أن تتحرك السيارة وسألته إلى أين ستأخذوني ؟؟؟عندها وضع يده على ركبتي وابتسم وقال لاتقلق نحن

ذاهبون للمحكمة عندها تنفست الصعداء وفهمت من حديثهم ونحن بالطريق أنهم أتصلوا على المحكمة

وأخبروهم أنهم قادمون وقد كانوا مستعجلين وهم يعرفون أني لن أستطيع الدخول للقاضي ولكنهم فقط

سيسلمون أوراقي للمحكمة والجوالات التي وضعها المحقق بظرف كمضبوطات ولاأستطيع أن آخذها.....

وصلنا عند المحكمة فطلبوا من أحدهم أن يأخذ الأوراق ويصعد سريعا ليسلمها للمحكمة بينما أنا سأذهب

برفقة جندي آخر الى الإيداع وهو بالقبو تحت المحكمة وكانت تلك اللحظة من أصعب اللحظات فقد كانت

السيارة تقف بالشارع المتجة لسوق الحميدية بمعنى أن مدخل سوق الحميدية أمامنا على بعد أمتار وتلك

المنطقة معروفة بزحامهابالناس وكثرة السياح بينما علينا أن نمشي على الرصيف لمسافة حتى نصل

للمدخل الجانبي للمحكمة وننحرف يميناً وبالتأكيد الناس سيشاهدوني وسيرون القيود بيدي صحيح أنهم

لايعرفوني ولكن كان الموقف محرج جداً فحسبنا الله ونعم الوكيل....


كنت في قمة الإحراج وتذكرت كلمات الدكتور العراقي عندما كان يصف حالنا ويقول:
((إحنا ناس محترمين بمجتمعنا وبمحيطنا وبين أهلنا ليش يعاملونا بهالطريقة))




توكلت على الله ونزلت وحاولت أن أخفي الكلبشات قدر المستطاع مشينا سريعا وأنحرفنا لليمين الى المدخل

الجانبي للمحكمة وعند المدخل رأيت رجال الشرطة فدخلنا وأتجهنا مباشرة للأسفل وكان أمامنا مباشرة

مكتب إستقبال صغير يوجد به بعض الشرطة فسلمهم الجندي ورقة كانت موجودة معه وبعد قليل أتى

الجندي الذي نزل قبلنا للمحكمة ومعه جوازي وأعطاه للشرطة وبعد ماذهب جنود الأمن السياسي أدخلني

الشرطي الى داخل الأستقبال وإبتسم وقال شايف الشاب إلي خلفي قلت نعم قال دير بالك عليه(يعني إدفع)

قلت لايوجد لدي أي مال

كنت أريد أن أحتفظ بالمبلغ البسيط الذي معي كي أتصل على أم خطاب لأطمأن عليها بعدها أخذني هذا

الجندي معه وسرنا في ممر وكان على يسارنا شبك طويل ذوفتحات صغيرة ملئ بالناس الذين تم تحويلهم

من جميع الفروع الأمنية (أمن سياسي-أمن جنائي-مكافحة مخدرات-وغيرها)كي تتم محاكمتهم....

وإتجهنا الى طاولة صغيرة في نهاية الممر عندها شرطي وبجانبه درج فسلمت جوازي للشرطي ولم

ينتظرني حتى اطلب منه شيئ بل هو من بادرني وقال ((بدك تتصل)) قلت نعم قال هات 100 دولار

((تطورو الربع صاروا يبتزون بالدولارالفنادق ماهي أحسن منهم))

قلت له 500 ليرة كافية قال لالا قلت تدري الف ومافيه غيرها(70 ريال تقريبا) قال خلاص فأعطيته وقال

سأنادي عليك بعد قليل..بعدها أدخلوني داخل التوقيف ووجدت ابوعبدالله والشباب الذين كانوا معنا بالأمن

السياسي فسلمت عليهم وقالوا لي لم نستطع الدخول على القاضي رغم أننا ننتظر هنا منذ الصباح قلت اذا

إلى أين سيأخذونا قالوا يقولون أنهم سيذهبون بنا الى السجن العام (سجن عدرا) ونعود غداً صباحا الى هنا...

مضى الوقت ولم ينادي ذلك الشرطي علي عندهاقال لي ابوعبدالله لاتقلق سينادي عليك وأخبرني أنه إتصل

على والده فلم يرد ولكنه إتصل على والدته وأطمأن على والده وأنه بخير...قلت له كم دفعت قال دفعت 200

ريال وللمعلومية أن ابوعبدالله لايوجد معه الا900 ريال وقد أعطى ايضا لأحد الشباب العراقيين 200 ريال

كمساعدة أي لم يتبقى معه الا 500 ريال وبطاقة البنك ...عظيم هذا الرجل...

بعد قليل طلبوا منا الخروج والتجمع بتوقيف آخر أصغر من هذا ووضعوا حلقات حديدية بأيدينا عندها رأيت

شرطي آخر يؤجر جواله فقلت له سأتصل قال الف ليرة قلت بل 500 قال لا ولكنه عاد بعد قليل وقال يالله

بسرعة كلم فأتصلت بأم خطاب ولما ردت علي سألتها مباشرة وقبل السلام أين أنتي ألآن فقالت أنا في بيت

أخيك بالكويت ولقد سافرت يوم الجمعه بعد مرور اربعة أيام على احتجازك وعرفت منها بعض المعلومات

سريعا وأخبرتها أني سأعود للمحكمة غداًصباحاً بعدها أغلقت الخط فإذا بالشرطي الأول ينادي علي

ويعطيني الجوال فأتصلت مرة أخرى وتحدثت لمدة ثلاث دقائق تقريبا...عرفت لاحقاً أن الجوال الذي

إتصلت به هو لسجين عراقي يحمل الجنسية الكندية كان معي بالأمن السياسي ...بمعنى أن الشرطي كان

يستخدم جوالات السجناء؟؟؟

بعدذلك صفونا طوابير طويلة وكل طابور مقيد بسلسة واحدة طويلة وأخذونا للخارج الى باصات كبيرة فلم

نجد مكان لنجلس فكنا وقوف بالباص وإتجهنا الى سجن عدرا والذي يقع بالطريق الذي يوصل للمحافظات

الشمالية وعندما تحرك الباص كنت أنظر للناس بالخارج الكل كان يسير في حاله وأفكر ياالله كم مرة

مررت من هذا المكان ولم أكن أعير تلك المحكمة أي أهتمام فهي لاتعني لي شيئ وكنت أمشي مثل هؤلاء

الناس ولعله في أحد المرات مر مثل هذا الباص بجانبي وكنت انا في حال وهم في حال آخر...

وفي الطريق للسجن العام كان الشرطي لايزال يؤجر الجوال ولما وصلنا الى سجن عدرا ودخلنا مع البوابة

فإذا هم يبنون داخل السور سجن جديد بعدها أتجهنا الى مدخل السجن فأنزلونا وطلبوا منا الجلوس على

الأرض ووزعونا على جهتين جهة للذين تمت محاكمتهم وجهه للذين لم يتسنى لهم الدخول على

القاضي ..وقالوا لنا كل واحد يخرج مامعه من بطاقات أو جواز او أي أثبات للشخصية ويسلمه

للعسكري ..كانوا كثيري الصراخ وقالوا لنا اذا دخلتم بالداخل فأي سرير تضع يدك عليه فهو لك بعدها قاموا

بإدخالنا على دفعات ينتقيها أحد الجنود بشكل عشوائي كل شخص يشير اليه الجندي يقوم ويدخل عندها

أخبرني ابوعبدالله أن بطاقة الأحوال مازالت معه ويخاف أن يعملوا له مشاكل قلت قم وأعطها للجندي فقام

وهو يشير ببطاقته فقال له الجندي ادخل وكان هذا من حسن حظه وحظي معه فلم أدخل إلا آخر شخص ولما

دخلت فإذا ابوعبدالله ممسكا بسريرين كل سرير مكون من دورين وهو يصيح بإسمي فاتجهت له فأخذت

احد الأسرة والسريرين الآخرين أعطيناهما لأثنين من العراقيين الذين كانوا معنا بالأمن السياسي وهم اشقاء ايضاً.........

كان المكان قذر بكل ماتعني الكلمة من معنى كان سريري لايوجد عليه الا بطانية واحدة ولاتستطيع النوم

عليه اصلا لأنك إذا نمت ستكون على شكل رقم 8 بسبب ميلانه الشديد جهة الرأس والأقدام اضف الى ذلك

انه حديد على شكل مربعات كبيرة ....

كان المكان ايضاً شديد البرودة وكانت رائحة دورات المياه أجلكم الله تفوح بالمكان

وكانت هناك دورتي مياة الأولى من غير باب اصلاً والثانية يوجد بها باب ولكن ثلثه السفلي غير موجود....

هذا المكان يسمى الإيداع وهو منفصل عن عنابر السجن العام قضينا تلك الليلة في جو غريب فهنا مسموح

بالتدخين والأخوة هنا لم يكذبوا خبر ومعروف عن العراقيين والسوريين أنهم يدخنون بشراهه فتشكلت عندنا

غيوم من الدخان ولكنها على الأقل أفضل من رائحة الحمام اجلكم الله

لما علمت بوجود مقصف طلبت من الشاب الأفغاني أن يأتي معي وكان لايوجد بالمقصف غير الشاي

والماء وسندوتشات مرتديلا سادة ليس لها طعم وبسكويت فأشتريت شاي وماء وسندوتشات وبسكويت لي

ولمن معي بعدها صلينا على السرير لأن الأرض كانت بمنتهى القذارة....

عرفنا هنا بمعلومة غير سعيدة وهي انه كان من بيننا في هذا المكان أشخاص لهم ثلاثة ايام يذهبون

للمحكمةصباحاً ويعودون من غير أن يستطيعوا الدخول على القاضي...؟؟

ايضاً ابوعبدالله قد تلقى خبرغير سعيد فقد ابلغوه عندما كان بالمحكمة أنهم سيحيلونه غدا للقضاء العسكري؟؟

خالد العاصمي 09-06-2010 06:16 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم



(تكملة للحلقة التاسعة)



كنا نتسائل لماذا سيحيلون ابوعبدالله المسكين للمحكمة العسكرية ؟؟؟

نحن لانعرف مامعنى محكمة عسكرية أصلاً ..كل مانعلم أنها خاصة لمحاكمة العسكريين فقط ....شئ غريب فعلا....

رأيت بجانبنا مجموعة من الشباب هيئتهم ولباسهم توحي بأنهم مثقفين كان أحدهم بيده كتاب وأوراق وكانوا

يجلسون متقاربين ويتحدثون بجديه فلما عرفت أن أحدهم محامي ذهبت إليهم وسلمت عليهم وطلبت الحديث

مع المحامي على إنفراد فأعتذر مني بلطف وقال نحن نتناقش بموضوع مهم وأنا أوعدك بمجرد ماأنتهي

سآتيكم وسأكون تحت أمرك بأي استفسار وفعلا جائنا بعد ساعة تقريبا وأستمع لأستفساراتنا جميعا وأجابنا عليها كلها....

كان هو ومن معه من المعارضين ومن الناشطين بمجال حقوق الإنسان ...

لما سألته عن موضوعي قال لي :أولاً اريدك أن تعلم أن القضية (لابستك) هكذا قالها...

ولكن القضاة الآن أنا أعرف أكثرهم وهم شباب ويتفهمون الأوضاع ولوكانت قضيتك هذه قبل بضع سنين

لدخلت السجن وبكل بساطة...

وكرر علي كلام الدكتور ابومحمد عندما قال انه لايوجد عليك مستمسك من مخدرات أوماشابه ولايوجد

عليك إعتراف..وقال لي بالحرف الواحد تطمن

(شغلتك سخيفة)

قلت له والله ياأستاذي هذه أحلى كلمة سخيفة سمعتها بحياتي ههههههههه...وبالنسبة لموضوع أخونا

أبوعبدالله فقد قال له المحامي لايوجد إلا تفسير واحد لتحويلك للقضاء العسكري وهو أن يكون أحد أطراف

القضية يعمل بالقطاع العسكري هذا هو التفسير الوحيد.....


((وللعلم مازلت حتى يومنا هذا أتصل على جوال أبوعبدالله ولكنه مقفل))



ايضاً احد العراقيين وبعد عودتي للسعودية بشهر تواصل معي عن طريق الماسنجر وقال أنه لم يرى

أابوعبدالله منذ ذلك اليوم الذي حولوه إلى المحكمة العسكرية...أتمنى فعلا أن يكون بخير...

سهرنا تلك الليلة كثيراً وفي تلك الليلة أيضا كنت أتحدث مع الشاب الأفغاني وهو شاب في أوائل العشرينات

ومن مواليد سوريا ويتكلم بلهجة شامية بحته كان يقول لي هل تعلم أن فرع الأمن السياسي الذي كنا فيه

يعتبر جنه بالنسبة للفرع الذي كنت أنا فيه؟؟ قلت كيف ؟؟

قال سأحدثك عن الفرع الذي كنت فيه وهو فرع فلسطين..وهو من أشد الفروع الأمنية بالقسوة والتعذيب

في دمشق يقول كنا في غرفة صغيرة تحت الأرض ولايوجد عندنا إضاءة ولانعرف الليل من النهار إلا من

أوقات دخول الطعام ويقول أيضا من كثرة السجناء وضيق المكان كنا لانستطيع التمدد بل إذا أردنا النوم

يجب أن يكون هناك مجموعة يقفون وننام نحن ولكن لانستطيع التمدد أبداً بل ننام جلوس وملتصقين

ببعضنافإذا إستيقظنا يأتي من كان واقفاً لينام جالساً ونقف نحن...

يقول في أحد الأيام أصيب شاب سعودي بحالة غريبة من قلة النوم فأصبح يجري بالغرفة ويدوس على

الناس حتى وصل للحمام ونزع قميصة وقام بمسح البلاط ونام بالحمام ...

يقول كنا إذا أردنا الحمام طرقنا الباب عليه ففتح وخرج فإذاخرجنا

يعود هو للنوم مرة أخرى داخل الحمام...وبقي على هذا الحال يومين أو ثلاثة حتى عاد لحالته الطبيعية...بل

حتى ماء الشرب تسبب لنا بجروح بالحلق وكنا نبتلع الطعام بصعوبة بسبب هذه الجروح...

هذه القصص عن فرع فلسطين سمعت مثلها من شاب أردني من أصل فلسطيني وأيضا سمعتها من شاب

يمني ...كلهم تطابق وصفهم لهذا المكان وشرحوا لي كيف كانوا يعيشون بالظلام...وللمعلومية فرع فلسطين

هذا هو نفسه الذي حدث عنده إنفجار العام الماضي وشاهدنا الخبر جميعاً في نشرات الأخبار..

مضت تلك الليلة ولم نستطيع النوم بسبب الإزعاج والبرد الشديدوالسرير الغريب والروائح الكريهة....

ولكن على الأقل كنت مرتاح وسعيد جداً لماعلمت بسفر زوجتي ووصولها بسلام فقد إنزاح عني بهذا الخبر 90% من همي .....

وقبل الفجر بقليل غفوت قليلا وأيقظني شاب عراقي للصلاة فقمت وتوضأت وصليت فوق السرير وبدأت

أنا وشاب عراقي يحمل الجنسية الكندية بالدعاء وقراءة مانحفظ من القرآن ...حتى نادوا علينا وبدأنا

بالخروج بالساحة ووضعوا تلك السلاسل بأيدينا

(كنت اظن أن هذه الطريقة بتققيد السجناء قد أنقرظت)

وركبنا الباصات وجلست انا وأبوعبدالله بمقعدين متجاورين ...وأنطلقنا

وفي الطريق قلت لعلي لن أرى ابوعبدالله بعد هذا اليوم فقلت له ياابوعبدالله سأعطيك رقم جوالي قال خذ أنت

رقم جوالي فأنا لاأحفظ الأرقام فحفظت رقمه ولما وصلنا للمحكمة وأدخلونا للتوقيف الموجود هناك مكثنا

مدة ربع ساعة وفجأة نادوا على ابوعبدالله وكانت تلك آخر مره أراه فيها والله لن أنسى نظرته عندما نادوا

عليه فكانت تلك اول مره ارى نظرة القلق بعيونه ...لك الله ياابوعبدالله والله لن يضيعك سبحانه ولن تضيع صلاتك ودعائك ابداً....

جلست بتلك الدقائق أستغفرالله وأدعوه......وبعد نصف ساعة تقريبا جاء جندي وبجانبه رجل مدني ونادى

علي ولما أقتربت من الشبك قال لي هذا المحامي يريدك فعرفني المحامي بنفسه وقال أنا المحامي محمد

نخال وقد إتصل بي أخوك ليلة البارحة وسوف أرسل لك بعد قليل وكالة لي كي توقعها فقلت هل سأدخل

على القاضي اليوم قال إن شاءالله...بعدها ذهبت للمحامي السجين معنا وأخبرته فقال لي ممتاز معنى هذا أنه

سيدفع للشرطة بالخارج لكي يدخلوك على القاضي اليوم؟؟

وبعد نصف ساعة نادوا علي وذهبت بصحبة أربعة سجناء وطبعاً قيدونا وكان المحامي يقف عند مدخل

مكتب القاضي ومعه فتاةمحجبة اظنها متدربة وجلسنا ننتظر عند باب القاضي حتى يأذنوا لنا بالدخول

عندها قلت للمحامي هل تعرف تفاصيل قضيتي قال أخوك شرح لي كل شيئ قلت هل تريد أن تعرف شيئ

آخر قال لا ....كان المحامي في قمة البرود ...

وأنا لاأكره شيئ بهذه الحياة بقدر ماأكره البرود...إنتظرنا دقائق وبعدها دخلنا للقاضي فجلست بجهه وجلس

المحامي بجهه أخرى وبدأالقاضي والذي كان يدخن يسألني وهناك شخص بجانبه يكتب ...

وبعدقليل قال القاضي خلاص أنتظروا بالخارج ....

كان نوع الأسئلة كالتالي

مالغرض من زيارة سوريا

قلت سياحة

قال سياحة بالشتاء؟؟

قلت أغلب زياراتي لسوريا بالشتاء وأنا أفضل السياحة بالشتاء

سألني عن الرقم المشبوة

قلت لاأعرف عنه أي شيئ

سألني عن طبيعة عملي فأجبته

هذا كل ماأذكره ....كانت لحظات صعبة جدا ولكني لم أكثر الكلام

فقط كنت أجيبه

جلست بالخارج أنتظر والمحامي واقف وكنا ننتظر أن يخرج الجندي بورقة الحكم كانت لحظات صعبة

جلست أستغفروأدعوا... ياالله بماذا سيحكم هذا القاضي ؟؟

بعدتلك اللحظات الصعبة خرج الجندي وبيده أوراق فشاهدها المحامي الباردجدا وأنا أسأل مالخبر ولكن

لاحياة لمن تنادي يقول خلاص خلاص

أقول في نفسي :

..(وش خلاص جعل تخلص روحك) ...والله إحترقت أعصابي بعدها نطق قالب الجليد وقال خلاص بتطلع ......

ياربي لك الحمد اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمدإذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى حمداً كثيراً طيباً

مباركاً فيه ....

بعدها ذهب المحامي بجهه وذهبت أنا بجهه وعند نزولنا قلت للعسكري ماهو الحكم هل هو إخلاء سبيل أم

إبعاد من البلاد قال ستخرج اليوم عصراً وطبعا طلب مني نقود (إكراميه) ولم أعطه فساعتها لم يكن لدي

غير 400 ليرة (30ريال)....

ولمارجعت قال لي أحدالشباب لقد كان هنا محامي يسأل عنك عندما كنت بالأعلى فقلت له أن المحامي كان

معي قال لا كان هناك محامي آخر يسأل عنك وفعلا بعدقليل جاء محامي آخرونادى علي وقال أنا المحامي

على محمد وقد تم تكليفي من قبل السفارة بمتابعة قضيتك ....

ياربي لك الحمد لقد كنت أظن أني سأدخل للقاضي بدون محامي أصلاً

والآن لدي بدل المحامي إثنين سبحان ياأرحم الراحمين...

وللأمانه ياأخوان فهذا المحامي افضل بكثير من السابق وقد خدمني كثيراً في وقت لاحق بموضوع إخراج

السيارة من الحجز....

كان علينا الإنتظار حتى العصر كي نخرج من هنا كنت أظن أنهم في نهاية الدوام سيعطوني جوازي ويخلى
سبيلي....
فمالذي حدث بعد ذلك؟؟؟

وكيف كانت الأيام القادمة أصعب مماسبقها ..

وكيف قضيت أحد الأيام ب25ليرة فقط ((ريالين تقريبا))

وكيف بدأوأنتهى مسلسل الإبتزاز؟؟

((وماهي قصة الجاسوس السعودي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟))

هذا ماسأكتبه لكم بالحلقه القادمه إن شاءالله...

خالد العاصمي 09-06-2010 06:17 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم




(الحلقة العاشرة)





اليوم هو الثلاثاء 27-1-2009

مكثنا بالمحكمة حيث يجب علينا الإنتظار الى ماقبل المغرب قبل أن نذهب إلى مايسمى إيداع الهجرة

والجوازات وموقعه في باب مصلى بجانب إدارة المرور....

وكنت أعتقد أننا وبمجرد وصولنا لذلك المكان سيعطوني جوازي ويخلى سبيلي وبعد ذلك لايبقى لي إلا

تخليص موضوع السيارة وهو ماعرفت أنهم يسمونه ((فك حتباس)) للسيارة وهي ورقة تؤخذ أيضاً من

المحكمة وتستغرق يوم أويومين ....كنت في قمة السعادة وشعرت بأني بالخطوة الأخيرة للخروج من هذا
الكابوس....

وقبل الخروج من المحكمة أخذونا لمكان مليئ بالأدراج الخاصة بأغراض أفراد الشرطة وهي معزولة قليلا

وكان معي لبناني وأثنين من العراقيين وهم شقيقين وأردني وجزائري وبدأمسلسل الشحاذة فلما طلبوا مني

قلت لايوجد لدي أي مال وكذلك فعل الذين كانوا معي بعدها خرجنا مقيدين بالسلاسل طبعا وركبنا حافلة

صغيرة وذهبنا لباب مصلى ولما وصلنا هناك انزلونا للقبو(لاأدري ماسر الإحتجاز الدائم تحت الأرض)

فلما وصلنا للأسفل كان هناك باب حديدي ففتح لنا أحد الجنود وجميع من هنا طبعا هم من أفراد الجوازات

وبعد دخولنا طلبومنا الوقوف بأحد الممرات الجانبيه وبعدقليل بدأو ينادون بالأسم وكل من يسمع إسمه عليه

أن يتجه للمرالرئيسي الذي يوجد به طاولة صغيرة وعندها جنديين ويضع كل مامعه على الطاولة وأيضا

هنا يبدأمسلسل الشحاذة ولكنهم لم يطلبوا مني شيئ عندما رأو المبلغ الزهيدالذي وضعته على الطاولة وكانت

هذه النقطة في صالحي لاحقاًأيضا هنا غير مسموح لأحد بأن يدخل جواله ولكن جوالاتي مازالت محتجزه

بالمحكمة وتحتاج لتخليص مثل السيارة بعدها قالوا لي إتجه وأدخل للمهجع الثاني يمين كان المكان كله

مكون من اربعة مهاجع والمهجع الذي ذهبت له مخصص للسعوديين والعراقيين فلما دخلت إتجهت مباشرة

للفراش الشاغر هناك وأستلقيت ....بدأت اشعر بألم بسيط وحرقة بمعدتي فلم آخذ دوائي اليوم فقد نسيته

بالأمن السياسي ولكني كنت أستطيع التحمل أكثر من يومين بدون علاج بشرط أن اقلل من الطعام

أدركت الآن بأني سأبيت هنا وأن الحكم كان إبعاد من البلد وليس إخلاء سبيل فقد قال لي أحدالعراقيين أن أي

شخص يتم تحويله للقضاء من خلال الأمن السياسي تكون توصية الأمن السياسي غالباً هي الإبعاد من البلاد...

وأن جميع من أتو بهم الى هنا سيتم إبعادهم من البلد...

هذا المكان ياإخواني بأختصار يعتبر مشروع تجاري خاص لأحد الضباط بعد ذلك جاء لنا شخص

سوداني يقول لنا أي واحد يريد عشاء من الخارج يطلب الآن كنا مازلنا بوقت المغرب فطلب الأخوة

العراقيين عشاء وأنا طلبت سندوتش فقط ولم آكل إلا نصفه بسبب معدتي...

كان المكان مزعج بسبب مراوح شفط ضخمة في جميع الغرف كانت هذه المراوح لاتنطفئ إلا لمدة دقيقة

أودقيقتين ثم تعاود الأزعاج الشديد ....

كان هناك أحد المحجتزين معنا وهوسوداني أيضا يجلس على كرسي بلاستيكي عند باب دورة المياه أجلكم

الله وعلى فكرة لم يكن هناك الا دورتي مياة بباب حديدي أذا وقفت عنده ترى من بداخله ....المهم كان هذا

المحتجز السوداني معه جوال يؤجرة لصالح الضابط المسؤول هنا لذلك هم يمنعونك من إدخال

جوالك...قيمة الإتصال الدولي 100 ليرة (8ريال ) والإتصال ألداخلي 50 وإذا أردت أن تستقبل مكالمة ب25 ليرة؟؟؟؟

إتصلت بأم خطاب فأنا لاأحفظ أي رقم آخر لعدم وجودجوالي معي وطلبت أن يخبروا أخي بان يبلغ السفارة

كي يحضروا لي شنطة ملابسي ونقودي التي كانت كلها أمانةعند موظف السفارة الذي تعرفت عليه عندما

كنت أراجعهم ...لم ينتظر أخي السفارة بل قام بتحويل مبلغ الى المحامي يسلمه لي ....

نمت تلك الليلة وأنا أمني النفس بالخروج غداً ...لقد كنت صابرا طوال الفترة الماضية ولكن بعد الحكم من

المحكمة أصبحت على عجلة من أمري فلم أعد اطيق البقاء في هذا البلد دقيقة واحدة...







هذا البلد الذي لطالماأحببته في الماضي بل كنت اقوم بدور المحامي عنه ضد كل من يتكلم عنه بأي سوء او

يقول أنه خطر على السائح وأقول لقد سافرت لذلك البلد كثيراً وليس من سمع كمن رأى وأنتم غلطانين ووووو...

لم يشفع لي دفاعي عن هذا البلد عندماوقعت ولم تشفع لي عشر مرات تنقلت فيها في هذا البلد ومثلي كثير

فأفدنا هذا البلد ًقتصاديا كما يفعل السياح في أي دولة سياحية

لم تشفع لي خبرتي بهذا البلدولم تسعفني بشيئ .....

سامح الله كل من وقع بماوقعت أنا به فعض على جرحه وكتم خبره ولم يحذر من بعده

كيف لاتحذرأخوانك في الدين...اليس الدين النصيحة؟؟؟





نمت وليس في جيبي الا 25 ليرةفقط(ريالين) ...نمت نوم عميق وفجأة إستيقظت على صياح وأشخاص

يضربون الباب ويقولون تأمين تأمين ؟؟؟

فطلبوا منا أن يقف كل واحد على فراشة وفعلوا ذلك في جميع المهاجع بعد ذلك دخل الضابط المسؤول عن

هذا المكان ومعه جندي يمسك بدفتر فيقومون بعدنا وبعدها نرجع للنوم ؟؟كانت الساعة الثانية بعد منتصف

الليل وكانوا يفعلون ذلك كل ليله قاتلهم الله فنحن نعتبر أناس قد أنتهت محاكمتنا وهم مجرد أفراد جوازات

وظيفتهم إحتجازنا إلى أن نسافر وهناك بابين من الحديد مقفله علينا وعليها حرس ولايوجد لدينا أي نوافذ

أصلاً فلماذا يفعلون هذا؟؟؟؟هل سنتكاثر مثلاً؟؟

لم أكترث كثيراً وعدت للنوم فقد تبلد الإحساس عندي(غسلت يدي منهم) وأصبحت أفكر بشيئ واحد فقط

وهو اليوم الذي سأدخل فيه لأرض الحرمين ....وفي الصباح نادوا علي مع بعض الأشخاص وقيدونا ايضا

بالسلاسل؟؟ وذهبنا لإدارة الجوازات قريبا من ساحة المرجة وهناك صعدنا للدورالثالث تقريبا وأدخلونا

بغرفة صغيرة وضيقة وبعدقليل نادوا علي فرأيت مندوب السفارة وهو سوري أسمه محمد النجيدي فطلب

مني الجلوس وأخرج لي نقودي كاملة ومحفظتي وبطاقة الصراف وأعطاني شنطتي ووقعت بالإستلام

وسألني ان كنت رأيت سعوديين فقلت له نعم وأخبرته عن ابوعبدالله وماذا فعلوا به فقال هذا الرجل نحن

نتابع موضوعه(رهيبه المتابعة الرجل انضرب بالمكافحة والآن سيحال الى القضاء العسكري وهو يقول

احنا متابعينه) وفي هذه اللحظة ايضاً جاءقالب الثلج(المحامي ) وقال لي هذا المبلغ قام أخوك بتحويلة

لك...فسألته عن موضوع الورقة الخاصة بالسيارة فقال أنا قدمت طلب للمحكمة قبل حضوري إلى هنا

ووعدوني بعد الظهر فأخذت رقم جواله وقلت حاول أن تنتهي اليوم قبل أن يدركنا يوم الجمعه فقال إن

شاءالله نخلص اليوم ....بعدها أعادوني لتلك الغرفة وبعد قليل طلبوني وقالوا محامي السفارة يريدك فسلمت

عليه وجلسنا في ذلك المكتب الخاص بموظفي إدارة الجوازات عندها قال لي أحد موظفي الجوازات انت

ياسعودي واحد من إثنين ياغني يامدعوم؟؟ مندوب السفارة يطلبك ومحامين إثنين؟؟؟فقلت له لاهذا ولا ذاك

بل الله سبحانه وتعالى يسر الأمور ...تكلمت مع المحامي وكان والله ونعم الرجل خدمني كثيرا وكان شعلة

من النشاط المهم طلبت منه أن يشرح لي ماهي الإجراءات القادمه ففعل...وأعطيته نقود وطلبت منه أن

يشتري لي علاج فرفض أن يأخذ النقود ولكني حلفت عليه وقلت له لن تجد علاجي ولكن بالتأكيد ستجد

عندهم البديل وفعلاً أحضرة لي فرجعت لتلك الغرفة وكنت أظن بأني سأخرج اليوم ولكنهم أعادوناحيث كنا

للإيداع في باب مصلى وعندوصولنا لذلك المكان فعلوا مثل مافعلوا بالسابق مع الجميع من حيث وضع

الأغراض على الطاولة ولكنهم عندما رأوني عرفوني فلم يفتشوني ودخلت بشنطتي ونقودي ووالله لوطلبوا

ريال واحد لماأعطيتهم ...

في هذا اليوم حدث شيئ مهم جداجدا بالنسبة لي....

فقد سخر الله لي عبداً من عبادة...فلما كنت أنتقل من الغرفة التي نحن بها إلى غرفة أخرى وفي الممر نادى

علي رجل مصري فسلم علي وقال أريدك في كلام مهم..قلت تفضل قال إسمع ياأخي أنت باين من هيئتك

إنك إنسان محترم و(مش وش بهدله) وأنا سأسافر بكرة او بعده وليس لي أي مصلحة معك ولااريد منك

شيئ فقط هي نصيحة لوجه الله فقلت تفضل....

قال إسمع هذا المكان يديرة نقيب فالمقصف الذي تراه يبيع الشاي والقهوة وباقي الاغراض للنقيب والجوال

ايضاً له والذين يعملون لصالحة هم أحد إثنين إما أناس طاب لهم المقام هنا وأرادوا ان يستفيدوا أو أشخاص

بلدانهم ليس لها حدود مع سوريا وهم مضطرين للعمل لصالحه بأجر بسيط حتى يجمعوا ثمن التذكرة...

وقال لي ايضاً بأن هناك جواسيس يعملون لصالح الضابط وسيأتونك وإذا عرفوا موضوعك سيقولون لك

في البداية بأن موضوعك صعب ولن تستطيع الخروج إلا بعد أشهر ومثل هذا الكلام ويجعلونك تيأس

وبعدها سيقولون لك ولكن الضابط فلان يستطيع مساعدتك وإذا أردت أن نرتب لك لقاء معه فسوف

نفعل....لاأطيل عليكم فقد شرح الوضع لي بالتفصيل وذهب خلف هؤلاء الجواسيس وأشار عليهم كي

أعرفهم... كان أحدهم فلسطيني والآخر للأسف سعودي ؟؟؟

عرفت فعلا ان الرجل صادق وتأكد لي هذا في اليوم التالي يوم الخميس فقد سافر ذلك المصري اسأل الله ان

لايحرمه الجنة فقد نصح وصدق....

في هذا اليوم إتصلت على المحامي البارد فقال ان المعاملة لم تنجز....

فإذا سألته مالسبب قال طول بالك إن شاءالله تخلص اليوم فكان لايعطيني أي سبب اويشرح لي أي

شيئ...فتركته وإتصلت على محامي السفارة وكان كرته معي فبلغته بالموضوع فقال سأذهب للمحكمة الآن

لأستطلع الأمر.. فلكمته بعد ساعة وكنت على عجلة من أمري فغداً الجمعة والمحكمةلاتعمل فقال لي

بالحرف الواحد محاميك بارد جداً قلت أدري لكن همتك معي وقلت له كلمه ففهمها هذا الذكي وطبقها قلت له

ياأستاذ علي (تصرف ولاتهتم) وفعلا تصرف وإتصل علي وقال المبلغ المطلوب عشرة آلاف ليرة قلت

إدفع أهم شيئ نخلص اليوم وأغلقت الخط وذهبت وغيرت ملابسي تفائلا بالخروج ولكن للأسف قال لي

المحامي لقد خلصنا أوراق السيارة وجوالاتك معي بالحفظ والصون ولكن إدارة الجوازت يقولون ليس لديهم

أفراد دورية كي يرافقوك للحدود... فقدت أعصابي ساعتهافاليوم الخميس وغداً الجمعه عطلة رسمية لكني

ذهبت وتوضأت وصليت وأستسلمت لقدر الله ...في هذه الأثناء وجدت شاب يمني صغيرعمره تقريبا19

عاما لكنه ضخم الجثه عملاق الشخصية همه وقضيته خدمة الدين ..قضيته كمايقول إسلامية وهو من

ضمن الذين كانوا بفرع فلسطين فقال لي لقد كنا مسجونين تحت الأرض بدورين تقريبا في ظلام دامس وفي

احد الأيام فاضت عندنا المجاري اجلكم الله حتى امـتلأت أرضية الغرفة يقول العجيب ياأخي أننا كنا نظن

انه لايوجد تحتنا احد وانهم سيأخذونا للأعلى ولكننا تفاجأنا أنهم أخذونا للأسفل؟؟؟

مع ناس آخرين؟؟........بصراحة حرصت كثيرا ان يبقى هذا الشاب اليمني معي فقد حزنت عليه فلايوجد

لديه أي مال ووالده كما اخبرني يكره التدين ويرفض ان يرسل له أي مال ولاحتى قيمة التذكرة ورغم ذلك

هو متوكل على الله وغير مهتم....

بدأ ومنذ هذا اليوم ذلك السعودي بالمحاولة ان يجلس بجانبي ويفتح حوار ولكن لم أعطه الفرصة وكان

بمجرد ان يسلم علينا ويجلس اقوم مباشرة وحتى انه وجد فرصة مرة ليكلمني وأنا واقف بجانب الباب

وسألني عن قضيتي فقلت له قضيتي بسيطة...

وقد تأكد لي صدق الأخ المصري جزاه الله خير عندما رأيت هذا السعودي يعمل مع من يعملون هنا

بالمناوبة على تأجير الجوال وايضاً كان في كل مهجع مسؤول من أذناب الضابط وكان هو مسؤول على إحدى الغرف

وفي ليلة الجمعة جاء الضابط ومعه الجنود وعملوا حركة غريبة عرفت فعلاً إني أنا المقصود منها فقاموا

بجمعنا كلنا في غرفة واحدة وأعادوا توزيعنا بشكل غريب...في هذه اللحظة التي جمعونا بتلك الغرفة

استطيع ان اقول اني تعرفت على انسان اعتبره كنز عظيم فهذا الشاب جزائري اسمه ابوهاجر وهو طالب

علم شرعي آنسني بعلمه وسمته وأخلاقه وعزة نفسه وأستفدت منه كثيرا في الأيام التالية وبالمناسبة هذا

الشاب كل طموحة أن يدرس بالجامعة الأسلاميه بالمدينة المنورة ...

بعدها بدأوا ينادون علينا فقاموا بوضعي بنفس الغرفة التي كنت فيها ولكنهم اخرجوا جميع العراقيين

ووضعوهم بغرفة واحدة رغم اني علمت ان هذه الغرفة مخصصة للعراقيين والسعوديين منذ زمن

طويل ....والعجيب ان الضابط بنفسه نادى على ذلك السعودي ووضعه بالفراش الذي بجانبي مباشرة وقال

له أنت المسؤول عن هذا المكان يافلان رغم أنه كان مسؤول عن غرفه اخرى..أرادوا ان يجعلوه قريباً

مني ....لكني لم أكن أجلس بالغرفة فهذا التوزيع فقط نلتزم به وقت النوم أما باقي اليوم فلنا حرية

التنقل ...كنت اقضي أغلب وقتي مع الشاب الجزائري وكانت غرفتهم أوسع وهي مخصصة للدول الإفريقية

بل كانت جلستنا تجذب الكثير بسبب تحلقنا على القرآن وكلام الدين أيضا هناً وفي هذه الغرفة رفعت الأذان

وصلينا جماعة بل لقد قنت إمامناالأردني من أصل فلسطيني بصلاة الفجر ودعا لأهل غزة فقد كان العدوان

مايزال مستمر ودعا الله ان يفكنا من هذا الأسر....

اخبرني الشاب الجزائري انهم حلقوا لحيته في فرع الأمن السياسي الذي كان مسجونا فيه ....

كان ذلك الجاسوس الفسطيني يستغل مجيئي للإتصال من عنده فيبدأ بتقنيطي من الخروج من هنا ويقول

إسمع كلامي والله لن تخرج من هنا بسيارتك وإذا كنت تريد نصيحتي اخرج من دونها وقم بعمل توكيل

لشخص سوري كي يتابع المعاملة وإذا اردت شخص أمين توكله فأنا لدي شخص ثقه ؟؟؟؟هل كان يظن

فعلا بأني بهذه السذاجة كي اعطي توكيل على سيارتي لشخص لااعرفه؟؟؟؟ كان يفعل ذلك دائما وبنفس

الوقت كان يتقرب مني ويدعي الطيبه فيعمل لي تخفيض على بعض المكالمات ؟؟لاأدري لماذا لايعمل

تخفيضات للمساكين الذين كانوا لايملكون أي مال؟

المهم مضى يوم الجمعة وفي يوم السبت 31-1-2009

وفي الصباح نادوا على مجموعه لكنهم لم ينادوا علي فقد كانوا ينادون على من جاء أسمة بالقائمة التي تأتيهم

كل صباح من إدراة الجوازات... فأتصلت على محامي السفارة وأخبرته بالأمر فقال سأذهب لأدارة

الجوازات لأستوضح الأمروتابعت معه الإتصال حتى الظهر فقال لي والله لقد ذهبت لمدير الإدراة بنفسه ...

وطلب مني المحامي أن أتصل عليه بعد ساعة فاتصلت وقال لي إسمع يافلان صحيح ان كل شيئ بإرادة الله

سبحانه ولكن انا أكلمك بمقياس البشر بإذن الله بكرة مو مئة بالمئة بل مليون بالمئة سيكون إسمك بالقائمة

التي ستصل صباحاً...فقلت إن شاءالله....

كانت هناك لعبه قذرة تدور بين الضابط هنا ومجموعة في إدارة الجوازات فيقوم بتأخيري من أجل أن

يساومني على الخروج كما يفعل مع غيري وخصوصا الخليجيين ولكني عقدت العزم على أن لااطلب

مقابلته نهائياً ومهما حصل وتوكلت على الله وفي هذا اليوم يوم السبت أخبرني شاب أردني كان يؤمنا

بالصلاة أن الشاب الفلسطيني (الجاسوس) قد أخبره وقال إذا خرج الأنبار من هنا غداً فأنا مستعد أن أدفع

مليون ؟؟لاأدري من أين سيدفعها وقال إذا أردتم الدخول على النقيب فأنا مستعد لإدخالكم عليه فلما أخبرني

الأردني بهذا قلت والله لن أدخل على هذا الحقيرابداً وكان الأردني حريص على خروجي لأننا سنخرج من

نفس المنفذ الحدودي فإذا خرج أحدنا سيخرج الآخر معه مع نفس الدورية ...فقال الأردني أما أنا فسأدخل

على الضابط لأرى مالأمر ؟؟؟وبعد دخوله عاد فإذا بالشاب الفلسطيني ينادي علي ولما إقتربت منه قال هل

تريد مقابلة الضابط الآن قلت لا...

ونمت تلك الليلة ولماأستيقظت لصلاة الفجر وصلينا جلست مع الشاب الجزائري قليلاإ وأنا أنتظر أن تأتي

الساعة الثامنه كي ينادوا علي ...

وبعد قليل نمت بجانب فراش اخونا الجزائري وأستيقظت عند الساعة الثامنة فسألت هل نادوا بأسمي قالوا

لا فذهبت ووجدت أحد افراد الجوازات فقلت له هل ناديتوا علي قال:

(شو مين انت ؟انت السعودي شوبدهون ينادوا عليك)

هكذا بكل إستهتار فقد كانوا طيلة الأيام السابقة عندما كنت اطلب العشاء لي ولمن معي من الخارج كان

الجنود بكل وقاحة يأتون ويقولون

(مابدك تعشينا؟؟)

وكنت أعاملهم بالمثل فأقول لايوجد لدي أي مال ...

لذلك هم يحقدون علي لما علموا ان لدي مال ولاأعطيهم...

فمالذي حدث بعد ذلك ؟؟؟

هذا ماسأكتبه لكم بالحلقة الأخيرة بإذن الله .....

خالد العاصمي 09-06-2010 06:19 PM

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
 
بسم الله الرحمن الرحيم


(الحلقة الأخيرة)


الأحد 1-2-2009

بعد جواب ذلك الجندي لي لم اكثر معه الكلام وانطلقت

مباشرة واتصلت بمحامي السفارة ومن حسن الحظ بأن مكتبه

قريب من أدارة الجوازات فلما أخبرته بالموضوع قال الآن

سأذهب لهم كي استوضح الأمر ....

بتلك اللحظة كان هناك مجموعة من الشباب العراقيين ممن

نادوا عليهم يقفون بالممراستعدادا للخروج الى ادارة

الجوازات ومن ثم سيركبون مع دورية للحدود.....

بعد ذلك بقليل وعندما كنت اغسل وجهي فأذا بالفرج قد أتى

وسمعتهم ينادون على اسمي ويقولون وين فلان

السعودي...ياربي لك الحمد....

والله يااخواني وبمجرد سماع اسمي وفي لحظة ذهابي كي

آخذ اغراضي فأذا بي ارى ذلك الفلسطيني بتلك اللحظة فقلت

له وانا مبتسم نراك على خير...والله انه لم ينطق بكلمة واحدة

بل اشار بحواجبه كمن يرد التحية؟؟؟

عموما ذهبت واخذت شنطتي وكان اغلب من تعرفت عليهم

ويهمني امرهم نيام فسلمت على احد العراقيين يحمل الجنسية

الكندية ممن كانوا معي بالأمن السياسي وودعته

وذهبت ووقفت بذلك الطابور وخلال وقوفي سمعت احد

الجنود يكلم صاحبه ويشير علي ولم اسمع ماقاله لكني سمعت

رد صاحبه عليه وكان يقول (نظامي نظامي) وعرفت طبعا

المعنى فلا احد من اهل الخليج خصوصا يخرج من هنا الا

بعد الدفع..لذلك هو مستغرب اني خرجت بشكل

نظامي...اخرجونا بعد ماوضعوا الكلبشات بأيدينا...كل اثنين بكلبشة....

بعدها صعدنا للباص واتجهنا لأدارة الجوازات لتلك الغرفة

الضيقة فجائني محامي السفارة بارك الله فيه واعطاني

جوالاتي واعطيته مبلغ عشرة آلاف ليرة الخاص بموضوع

السيارة ووالله حتى لوكان ذلك المبلغ له هو فأني احله وابيحه

لأنه وقف معي حتى لو بمقابل لكن الاهم انه تحرك معي

وبقوة بعدها رجع المحامي مرة اخرى واخرجني وشرح لي

الخطوات القادمة وقال لي اطمئن كل شيئ مرتب بأذن الله

وقال لي ان مندوب السفارة يقول عندوصولك للحدود

السعودية قد يوقفونك لمدة ساعة ليحققوا معك فلاتقلق فقلت

المهم اني اصل لبلاد الحرمين وساعتها حتى لوسجنوني فليس

لدي أي مانع فعلى الأقل سأكون بين اناس تخاف الله ...

المهم مكثت بأدارة الجوازات حتى الظهر بعدها نادوا علي

وبصمت على ورقه وذهبت مع ثلاثة جنود الى مكافحة

المخدرات وقبل ان ننطلق قال لي احد افراد الجوازات وبكل

وقاحة وجرأة اسمع احنا مالناعلاقة بعشرة آلاف تعطيها

للمحامي شوف احنا ثلاثة وكلك نظر .....قلت له ماذا تريد

بالضبط قال كلك مفهوميه والا سنعود الآن للمبنى فقلت دعنا

نعود للمبنى وسأتصل بالسفارة....كنت ادرك ان موضوعي

انتهى وقد تم تكليفهم بشكل رسمي وكنت ادرك ايضا بأني

سأدفع ولكن ليس هنا وليس بهذه الطريقة ..فقد أخبرني شاب

اردني بمقدار ماسأدفعه لمن سيرافقني للحدود لأنهم فعلا لن

تعطيهم ادارتهم أي مبلغ مقابل هذا التكليف....

وهنانقطة مهمه ياأخوان وهي ان عندهم انظمة غريبة وكثيرة ومعقدة

(نظام بوليسي صارم) ولكن ليس عندهم الأمكانيات لتنفيذها ...

لذلك السجون واماكن الأحتجاز هناك وبغض النظر عن

مايحدث فيها؟

فهي لاتستوعب الأعداد الهائلة التي تستقبلها لذلك هم

يحشرون الناس حشر وايضا لايتعبون انفسهم بالتدقيق بكل قضية فالأعداد كبيرة...

طيب يعني تبغى ترمي الناس بالسجون والمعتقلات ابني

سجون تستوعبهم اولا....ويستطيع أي واحد منكم ان يضع

كلمة (السجون السورية) على محرك البحث قوقل ليرى

العجب وليرى تقرير حقوق الأنسان الذي يقول ان السجون

غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة التي تأتيها.....


بعد ذلك انطلقنا الى مبنى المكافحة وركب الثلاثة بالأمام وانا

بالكرسي الخلفي وكنت طوال الطريق ارسل بالجوال فكان

الجندي يغمز صاحبه ويشير الي ...وللعلم كانت تلك المره

الوحيدة التي خرجت بها بدون كلبشات

وعند وصولنا لمبنى المكافحة قاموا باعطائهم ورقة تسمى

(فك احتباس للسيارة) وكنا نريد ورقة من المكافحة كي

نستخرج السيارة من الحجز العام بمنطقة دويلعة بعدها اخذنا

تلك الورقة لنوقعها من المدير وصعدنا لسكرتير المدير وكانت

المرة الاولى التي ارى بها السكرتير فقام السكرتير بأرسال

الورقة مع جندي كي يوقعها من المدير وفي هذه الأثناء دخل

المحقق الذي كان يحقق معي سابقا فسلم بدون نفس والغريب

انه صافحني فقال له السكرتير هل تريدون منه شيئ؟ فقال لا...

طبعا السكرتير الحقير يريد حرق اعصابي فقط فهواصلا

لايستطيع فعل شيئ بعد صدور حكم المحكمة ولكنه عاد وسأل

المحقق وانت مارأيك هل تظن بأنه هو الشخص المطلوب

فقال المحقق نعم هو المطلوب؟؟؟؟ فقال السكرتير انا ايضا

ارى بأنه هو الملطلوب؟؟ غريب امر هؤلا الناس لااعلم اهو
غباء ام استغباء ام حقد؟؟؟

بعدها وقعوا الورقة ونزلنا للاسفل كي استلم الاستمارة وبعض

الأغراض التي انزلوها من السيارة فقالوا لي هناك صندوق انزلناه كي لايعبث به احد

(صندوق العزبه) فذهبت مع احد الجنود لأستلامه ففتح الصندوق لأراه ؟؟

كانوا قد فرغوا كل العلب الموجودة السكر الشاي

التمر ...فقلت له فقط كي احرجه هذا اذا كان يحس بالأحراج

اصلاً قلت كان فيه كيس رز مع الصندوق... فبدأ بالبحث

فقلت له خلاص لاداعي للبحث فأنا لااريده فأخذت الصندوق ووقعت باستلام اغراضي

وفي هذا الوقت كان السائق الذي جاء بنا للمكافحة قد ذهب

فأخذنا تكسي وانطلقنا الى دويلعة حيث حجز السيارات فدخلنا

هناك ووصفت لهم السيارة وقد كان المكان يغص بالسيارات

فقاموا بأخراج سيارات كثيرة كي يخرجوا سيارتي فلما

اقتربت فأذا هم قد اخطأوا فقد كانت تلك السيارة هي سيارة؟؟؟

سيارة ابوعبدالله عرفتها لأنه وصفها لي سابقا وهي نفس نوع

سيارتي ولكن تختلف بالموديل واللون فذهبت ابحث عن

السيارة وانا اتذكر كلام الدكتوروهو يقول بالتأكيد سيسرقون

بعض الأغراض من السيارة ...فوجدت سيارتي فقاموا

بأخراجها فتفحصتها من الخارج ومن الداخل سريعا تفحصت

اهم الأشياء طبعا ولم انتبه للتفاصيل بعد ذلك دفعت اجرة

الموقف والرافعة(الونش) وصليت الظهر والعصر وانطلقنا

وكان الجندي هو من يقود وكانت قيادته جيدة ولله الحمد

فذهبنا لأدراة الجوازات مرة اخرى فقد كانوا يريدون بعض

الاوراق وايضا كانت شنطتي هناك....

وهنا ايضا حاولوا الأبتزاز مرة اخرى بطريقة مباشرة فقلت

لن اتكلم بهذا الموضوع الا بالحدود فقالوا فقط قل لنا كم

ستطعينا قبل ان نذهب فقلت ابشروا بالخير ولكن هناك عند

الحدود ....كنت اريد ان اصل للحدود كي اتكلم واعطيهم من

منطلق قوة وليس عطية الضعيف المقهور....

فتركوني بالممر قليلا كانوا يريدون الضغط اكثر فقمت

بالأتصال بالجوال مع مندوب السفارة النجيدي وفي هذه

الاثناء رأوني اتكلم فأتوا الي وقالوا هيا سنذهب الآن ...كان

الوقت الآن قريب من المغرب فأنطلقنا وتعجبت لمارأيته يتجه

لباب مصلى حيث ايداع الجوازات فلما سألته قال فقط سنأخذ

ورقة من هناك ولما توقفنا هناك نزل الجندي الذي يركب

بالأمام وبقينا نحن خارج المبنى وبعد قليل عاد الجندي ومعه

الشاب الأردني الذي كان يؤمنا بالصلاة وركب معنا وانطلقنا

كنا جائعين جميعا فتوقنا عند احد المطاعم واكلنا ثم واصلنا

المسير للحدود وعند وصولنا اعطيتهم المقسوم وسألت مانوع

الأجراءات الآن فقال ستبقون هنا لمدة ساعة وبعدها سيرافقكم

احد الجنود الى البوابة الأخيرة فسألته مانوع الختم الذي

سيوضع على الجواز هل سيكون ختم خاص يعني هل سيكون

مكتوب عليه (ابعاد) او ماشابه فقال لا بل سيكون ختم عادي

جدا كنت قلق فقط من الحدود الأردنية بعدها دخلنا للجوازات

فأدخلونا بتوقيف مؤقت (متى نخلص من ذا السجون) فصلينا

المغرب والعشاء بعدها اخرجوا الأردني وبقيت انا وجاء

محقق ومعه ثلاثة جنود وبدأت المسرحية المضحكة كانوا

جميعهم يحملون دفاتر صغيرة تشبه التي كان يستخدمها

المحققون بمكافحة المخدرات وكان كبيرهم يحقق معي ويكتب

وأثناء الكتابة كان يقرأ مايكتبه بصوت عالي فيقوم الثلاثة

الأخرين بكتابة نفس التحقيق شيئ مضحك فعلا ...بعدها

خرج هؤلاء الثلاثة فطلب مني ذلك المحقق ان ابصم ثم قال

لاداعي ان تبصم سأبصم انا؟؟؟ فبصم هو..

طبعا هذا كله مداهنه كي اعطيه...

ياأخوان انا كنت ارى نفسي خبير وفعلا كنت لاادفع أي مبلغ

لابالجوازات ولابغيرة الا بطيب نفس مني وبنية الصدقة

لكن هنا وبعد السجون صرت ادفع وبدون ان يطلب مني أحد

أعطيته 500 ليرة فقال ايضا الجندي الذي سيرافقك فأعطيته

500 اخرى كانت هذه الخطوة الأخيرة للخروج من ذلك

السجن الكبير فرافقني احد الجنود فلما ركبت سيارتي

ووضعت يدي على المقود اكتشفت اول السرقات كانوا قد

سرقوا قطعة جلدية توضع على المقود قيمتها 10 ريال

بمحلات الزينة

فأنطلقت للبوابة وهناك نزل الجندي المرافق لي

وكانت تلك اللحظة آخر عهدي ببلد القهروالظلم التي ظاهرها

جنة وباطنها نارحمراء يأكل القوي فيها الضعيف اذا عثرت

بك القدم هناك فأعلم انها النهاية والكل سيأخذ نصيبة من
الغنيمة..

عندها انطلقت الى الحدود الأردنية وكنت قلق منهم لااخفيكم

فأنا غير مهيأ نفسيا لأي مسائلة اخرى فلما وصلت للجمارك

قال لي اوقف سيارتك على الحفرة وهنا اتضح فرق المعاملة

فقد كنت دائما امر سريعا من هنا عندما كنت آتي ومع

زوجتي ولكني هذه المرة اعزب

وبعد وقوفي على الحفرة جاء احد الجنود وقال هل السيارة لك

قلت نعم قال لم تعطها لأحد قلت لا وكنت قلق فمن يدري

فهناك في سوريا قد يفعلون أي شيئ ؟؟وسيارتي محتجزة عندهم مدة اسبوعين تقريبا...

فنزل ذلك الجندي وكان يضرب بقطعة حديد على السيارة من

اسفل ويقول لي تقدم تقدم...المهم مررت بسلام واتجهت

للجوازات فلما انتهيت اتجهت للصراف هناك كي اصرف

المبلغ السوري الذي كان معي فلما صرفت وخرج وجدت

الشاب الاردني الذي كان بصحبتي فقلت له انت اين تسكن

فقال في عمان فقلت سآخذك الى عمان فقال طريقك غير

طريقي قلت انا لاأستطيع السير مباشرة الى السعودية فأنا متعب جدا والوقت ليل ....


عندها قلت له اسمع يااخي لاتزعل مني ولكن اصدقني القول

هل انت مطلوب للسطات الأردنيه؟؟او عليك اية مشاكل فقال

لا...فتوكلت على الله وانطلقنا للبوابة الأخيرة فلما سلمنا

جوازاتنا اعاد الجندي جوازي بعد رؤيته ولكنه قال للاردني

انت لم تختم جوازك فعد واختمه...فقلت للشاب انا سأنتظرك

خارج البوابة فخرجت من البوابة وتوقفت انتظر صاحبي

كانت الساعة تقريبا الحادية عشر مساء بعدها بنصف ساعة

جاء صاحبي وانطلقنا الى عمان وفي الطريق كان يقول لي

ستبيت عندي ان شاءالله فقلت بل سأبيت بالفندق فأصر علي

وقال والله نحن نسكن بعمارة ملك لنا مكونة من ست شقق

ولن تضيق علينا ولكني رفضت وبشدة وكنت عاقد العزم على المبيت بفندق .....


ولكن بعد وصولنا عند بيته في عمان كنت لااستطيع المشي

ولو شبر واحد فقد كان احساسي بأني اكتم انفاسي منذ 27 يوما والآن خارت قواي ...



عندها قال لي صاحبي هل رأيت هذه العمارة كلها لنا انا

واخي وامي فقط

فنزلت فإذا اخوه كان ينتظرنا وقام بأنزال اغراضنا فلما دخلنا

للمجلس بالدور الأرضي جاءت والدة صاحبي وهي عجوز

وقبلت ابنها فهي لم تره ولم تسمع صوته منذ خمسة اشهر

تقريبا وقالت لولدها ياابني خفف لحيتك شوي (مابدنا مشاكل)

وسلمت علي وجلست معنا قليلا ثم تركتنا كانت الساعة الآن

الثانية بعد منتصف الليل نمت مثل الميت.....

وعندالخامسة فجرا ايقظتنا العجوز فقمنا وصلينا بغرفة

مجاورة ورجعنا فأذا بالفطور جاهز فأفطرنا وبعدها ودعتهم

ولكن صاحبي اصر على مرافتي كي يدلني على اول الطريق

وفعلا ركب معي وانزلته لماعرفت الطريق..

ومضيت وكنت طوال الطريق احس بنعاس شديد فقلت اذا

وصلت للأزرق سأنام ولكني لما وصلت للأزرق قلت لم

يتبقى الا اربعين كيلوا فأكملت ولما

تجاوزت الحدود الأردنيه بسلام ورأيت حدود بلادي قلت

هانت والله يعين على التحقيق فوصلت لكبينة الجوازات

وسلمت جوازي للجندي وقلت في نفسي سيقول لي الآن قف

على جنب لوسمحت ولكنه ختم الجواز ونظر الي وقال لي بالحرف الواحد...الله يسترعليك....

وتجاوزت ايضا الجمارك بسلام ودخلت لبلاد الحرمين

حفظها الله والله ياأخوان وانا اكتب الآن هذه النقطة احسست

بقشعريرة ياالله فعلا لانحس بالنعمة الا اذا فقدناها مااجملك

من ارض يذكر فيك الله وتقام بك شعائر الدين بل اهل الدين

هنا في نعمه وفي جو وبيئة تعينهم على الطاعة


بلد يؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر


بعدها توجهت لاقرب محطة وهي استراحة (هلا) فحجزت غرفة

وذهبت لمطعم كودو الموجود هناك وتغديت

بعدها يااخوان لاتتخيلون شعوري فمنذ مدة وانا مغلوب على

امري فلااختار مكان نومي بنفسي ولاوقت اونوع اكلي

ولااستطيع الاتصال بأحد الا بالله سبحانه وتعالى...

فدخلت تلك الغرفة وانا استشعر نعمة الحرية فأغتسلت وصليت

واصبت بمااستطيع ان اسميه نوبة نوم عميق ولم اتحرك من

الحدود الا بعد صلاة الفجر,من يوم الثلاثاء 3-2-2009

ولم اذهب الى بيتي طبعا...فقد كان هناك ترتيب لهذه الإجازة

التعيسة ويجب ان اكمل الجزء الأخير منه ويكون ختامها مسك...

كان الترتيب كالتالي

سوريا23 يوم

الأردن ثلاثة ايام

مكة والمدينة 10 ايام

فمضيت احث الخطى الى معشوقتي ومعشوقة الجميع (المدينة المنورة) ووصلت هناك وقت صلاة العصر فتوجهت للحرم

وصليت وحمدت الله تعالى ...وبعدها اتجهت مباشرة

للخطوط السعودية وحجزت لأم خطاب تذكرة من الكويت

الى جدة وكان اقرب حجز هو يوم الخميس عصرا...فنمت تلك الليلة بالمدينة..

وفي يوم الأربعاء 4-2-2009 ذهبت الى جدة كي اكون
اقرب للمطار

وفي يوم الخميس استقبلت ام خطاب وقضينا ذلك اليوم بجدة

وفي يوم الجمعة مساء انطلقنا الى مكة لأداء العمرة ...

بعدها عدت لجدة ومن جدة الى المدينة المنورة وقضيت تلك

الأيام على احسن حال...ومن ثم عدت لمدينتي العزيزة .......


ولم يبقى لدي ياأخوة إلا أن أشكركم على متابعتكم لقصتي

رغم طولها الذي أردت منه الإفادة لأطلعكم على خفايا الأمور ....


الساعة الآن 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود