لا تفارق أزاهير الريحان رأسه
معمر في سراة عبيدة يختم القرآن 4 مرات شهريا

تشبعت عناصر التعاون بين سكان سراة عبيدة بشكل يدعو للفخر قديما، ولازال هذا الموروث بين فئة كبير من أبناء مجتمعها ،فهناك تعاون بين أفراد الأسرة الواحدة ، من كبير الأسرة إلى أصغر فرد فيها ، الجميع مثل خلية نحل واحدة في ممارسة أعمـالهم التي يكسبون منها قوت يومهم .فإن كانوا رعاة فجل تركيزهم على رعي بهائمهم ، وما يتعلق بها ، وان كانوا أصحاب زراعة ،أو صيد ، أو تجارة أو حرف صناعية ، أو غيرها ، فهم مشغلون متعاونون في ممارسة مهنهم التي يحترفونها .إضافة إلى أنهم متحابون ،فالكبار يرحمون ويعطفون على صـــغار الـسن ،والصغار و الشباب يحترمون الكبار .وجميعهم يقومون على خدمة ورعاية شيوخهم أو مرضاهم ،أو أصحاب العاهات بينهم ويؤكد العم عوض آل شريف أن أقة لحم (كيلو ونصف)كانت تكفي مجموعة كبيرة والهدف أسمى من أن يجتمعوا ليأكلوا، حديث السوق وأخباره يرويها لهم القادم من هنـاك، كــان الــــــــسوق وسيلة إعلامية ففيه يخبرهم الراوي بالأنظمة والتشريعات الجديدة .
ويمتد التعاون إلى الأقارب حتى ولو كانوا أسراً عديدة ،فتجدهم لا يحيدون عن القواعد الأساسية المبنية على التعاطف والتراحم والتآخي فغنيهم ينفق على فقيرهم وصغيرهم يحترم كبيرهم حتى لو حدث بينهم مشاكل فأنها لا تستمر (وخاصة إذا أصيب أحدهم بنكبات أو حوادث اجتماعية ،أو بشرية ،أوطبيعية)وتعود روابط الاخاء والمحبة بينهم .وغالبا ماتكون مساكنهم ومواطن استقرارهم متجاورة في القرية أو القبيلة الواحدة وهو ما يؤكده المعمر/ عوض علي مبارك آل شريف القحطاني والذي يؤكد أنه تجاوز 130 عاما وبطاقته الشخصية تشير إلى أنه من مواليد عام 1315هـ أي أنه تجاوز الـ 100 عام بـ 11 سنة فقط ! ولازال بكامل صحته وعافيته ويمارس حياته بشكل عادي يداوم على رياضة المشي ولم يدخل مستشفى في حياته سوى مرتين ، يتمتع ببصر حاد ولعل هذا يعود لمداومته على قراءة القرآن الكريم من 2.30 بعد منصف الليل وحتى شروق الشمس ومن بعد العصر حتى المغرب في كل يوم ، لا يأكل كثيرا ويحب الخبز البلدي والسمن وشيء من العسل ، ويختم القرآن الكريم كل شهر أربع مرات، سافر من تنومة في محافظة النماص بصحبة شقيقه الذي عاش ومات هناك إلى مكة في عهد الملك عبد العزيز "رحمه الله" وكان له موقف مع وزير المالية آنذاك (بن سليم) حيث ابتاع الأخير منهما 600 رأس من الأغنام كان الملك يوزعها على الفقراء والمساكين في المشاعر واشتريا بقيمة الأغنام حِمل 6 جمال من هيل وأرز وأقمشة وكان أهمها كما يقول وهو يبتسم (أقفال حديدية) معها 3 مفاتيح وكان أخوه "رحمه الله" يبيع القفل مع مفتاح واجد ويحتفظ بالمفتاحين الآخرين ليعود لهما المشتري عقب فقده المفتاح الأول ويبتاع الآخر بسعر جديد، يبتسم مرة أخرى وهو يقول لم أكن أعلم أن هذا الاحتيال حرام ولكن الحياة كانت صعبة!.
تزوج في حياته 4 زيجات ورزق من الأخيرة بالكثير من الأبناء والبنات وأصبح أحفاده أكثر من 100 بقي منهم على قيد الحياة 87 بين ذكر وأنثى ، توفي والده في غزوة صبيا مع الملك فيصل إبان توحيد جازان ويعتز بمشاركته في حرب جلة الموت .
وبسؤاله عن رغبته في الزواج حاليا قال: أسأل الله حسن الختام!
يتحدث عن والدته التي فقدت أسنانها في وقت مبكر من صباه وأنه كان يمضغ لها التمر وحب الذرة ويعطيها في فمها لتأكله ،أكثر من 20 عاماً.
أَمَ المصلين لأربع سنوات في حي الغرابة بخميس مشيط وتتلمذ على يد الشيخ علي الموسى الجد الخامس لكاتب الوطن الدكتور علي الموسى .
يحب الطيب وخصوصا العودة ودهن العود ولا تفارق أزاهير نبتة الريحـان"المشقر" ويضـعها على رأسه حيث تذكره بـجذوره ويزعم أن رائحتها جيدة وتذكره دائما بالخضرة في الأرض، لم يبقى على قيد الحياة من أبناء جيله أحد ممن يعرفهم ، يسامر أحفاده، ويذكر لهم قصص وعبر من الحياة.
التقته الوطن في محافظة سراة عبيدة حيث مسقط رأسه قرية آل القظف ولن ينسى ما أخبرته أمه "رحمها الله" حين ولدته في الشعبة "المزرعة"وهي عائدة من سوق سبت بني بشر حيث كان قديما في قرية درب آل موسى حج 10 مرات ولازال يتطلع للحج مرة أخرى.