شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   المجلس الـــــعــــــــام (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   محطات مع (سيّد قطب) -رحمه الله- ،،، روائع (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=11271)

أبو زيد 17-05-2006 01:07 AM

المحطة الخامسة



عندما تنمو في نفوسنا بذور الحب والعطف والخير نعفي أنفسنا من
أعباء ومشقات كثيرة . إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق
الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم
الثناء . إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم
مزايا طيبة نثني عليها حين نثني ونحن صادقون ؛ ولن يعدم إنسان
ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة … ولكننا لا نطلع
عليها ولا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب !…



كذلك لن نكون في حاجة لأن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ولا
حتى مؤونة الصبر على أخطائهم وحماقاتهم لأننا سنعطف على مواضع
الضعف والنقص ولن نفتش عليها لنراها يوم تنمو في نفوسنا بذرة
الحب ! وبطبيعة الحال لن نجشم أنفسنا عناء الحقد عليهم أو عبء
الحذر منهم فإنما نحقد على الآخرين لأن بذرة الخير لم تنم في
نفوسنا نموا كافيا ونتخوف منهم لأن عنصر الثقة في الخير
ينقصنا !



كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة ، حين نمنح
الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا ، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب
والعطف والخير !.

مرعي بن دواس الحبابي 19-05-2006 02:46 AM

الله يرحمه برحمته التي وسعت كل شئ

أبو زيد 22-05-2006 06:12 PM

حبابي أصل وفصل
تقبل الله دعاءك
وأشكر مرورك

------------------------------------------
المحطة السادسة


حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحا ، أو أطيب
منهم قلبا ، أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلا لا نكون قد
صنعنا شيئا كبيرا … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبيل وأقلها
مؤونه

إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح
السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية
في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع !.



إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية
أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم أننا
أعلى منهم أفقا .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر
لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد : هو العظمة الحقيقية !.




-------------------
تعليقي أنا:
كم منّا يحاول أن يتصف بهذه الصفة؟
اسألوا أنفسكم !!

أبو زيد 02-06-2006 01:01 PM

المحطة السابعة


عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أننا لا يعيبنا أن
نطلب مساعدة الآخرين لنا ، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة
! ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا
على الوصول إلى ما نحن فيه . إننا نحاول أن نصنع كل شيء
بأنفسنا ، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا أو أن نضم جهدهم
إلى جهودنا كما نستشعر غضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك
العون أثر في صعودنا إلى القمة .. إننا نصنع هذا كله حين لا
تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في
ناحية من النواحي .. أما حين نكون أقوياء حقا فلن نستشعر من
هذا كله شيئا .. إن الطفل هو الذي يحاول أن يبعد يدك التي
تسنده وهو يتكفأ في المسير !.



عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين
لنا بروح الشكر والفرح .. الشكر لما يقدم لنا من عون ..
والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن .. فيشاركنا الجهد
والتبعة .. إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق
!..

نسناس 02-06-2006 02:54 PM

ابو زيد

نقول رائعة ومركزة ،،

اعجبني فيها اتجاهها السلوكي !! فلم تكن افكارا تضاف الى رصيد الافكار فقط ،،

فقد شعرت انني على مفترق طرق اما ان اعمل او اتخاذل !!

بالمناسبة

يبدو ان الاختبارات خفيفة بدرجة سمحت بهذا الكم النافع من السلوكيات النافعة ،،

شكرا لك ،،
.

أبو زيد 04-06-2006 03:26 AM

نسناس
خلها على ربك،, والله لو تدري !!
دعواتك

أبو زيد 23-06-2006 01:36 PM

آآآآآآآآآآآآآآسف على التأخير
 
المحطة الثامنة


إننا نحن إن (( نحتكر )) أفكارنا وعقائدنا ، ونغضب حين
ينتحلها الآخرون لأنفسهم ، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا ،
وعدوان الآخرين عليها ! إننا إنما نصنع ذلك كله ، حين لا يكون
إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرا ، حين لا تكون منبثقة من
أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين لا تكون هي ذاتها أحب
إلينا من ذواتنا !.



إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا
ملكا للآخرين ونحن بعد أحياء ، إن مجرد تصورنا لها أنها
ستصبح – ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زادا للآخرين وريا
، ليكفي أن تفيض قلوبا بالرضا والسعادة والاطمئنان !.



(( التجار )) وحدهم هم الذين يحرصون على (( العلاقات التجارية
)) لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم حقهم من الربح
أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس
أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم لا
إلى أصحابها الأولين !.



إنهم لا يعتقدون أنهم (( أصحاب )) هذه الأفكار والعقائد ،
وإنما هم مجرد (( بسطاء )) في نقلها وترجمتها .. إنهم يحسون
أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ، ولا من صنع أيديهم
. وكل فرحهم المقدس ، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على
اتصال بهذا النبع الأصيل !…






المحطة التاسعة







الفرق بعيد .. جدا بعيد ..: بين أن نفهم الحقائق ، وإن ندرك
الحقائق .. إن الأولى : العلم .. والثانية هي : المعرفة !..



في الأولى : نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة .. أو مع تجارب
ونتائج جزئية ..



وفي الثانية : نحن نتعامل مع استجابات حية ، ومدركات كلية …



في الأولى : ترد إلينا المعلومات من خارج ذواتنا ، ثم تبقى في
عقولنا متحيزة متميزة …



وفي الثانية : تنبثق الحقائق من أعماقنا . يجري فيها الدم
الذي يجري في عروقنا و أوشاجنا ، ويتسق مع نبضنا الذاتي !..



في الأولى : توجد (( الخانات )) و العناوين : خانة العلم ،
وتحتها عنواناته وهي شتى . خانة الدين وتحتها عنوانات فصوله
وأبوابه .. وخانة الفن وتحتها عنوانات منهاجه واتجاهاته !..



وفي الثانية : توجد الطاقة الواحدة ، المتصلة بالطاقة الكونية
الكبرى .. ويوجد الجدول السارب ، الواصل إلى النبع الأصيل !..

أبو زيد 29-06-2006 02:35 PM

المحطة العاشرة


نحن في حاجة ملحة إلى المتخصصين في كل فرع من فروع المعارف
الإنسانية أولئك الذين يتخذون من معاملهم ومكاتبهم صوامع
وأديرة !.. ويهبون حياتهم للفرع الذي تخصصوا فيه ، ولا بشعور
التضحية فحسب ، بل بشعور التضحية فحسب ، بل بشعور اللذة كذلك
!… شعور العابد الذي يهب روحه لإلهه وهو فرحان !..



ولكننا مع هذا يجب أن ندرك أن هؤلاء ليسوا هم اللذين يوجهون
إلى الحياة ، أو يختارون للبشرية الطريق ؟..



إن الرواد كانوا دائما . وسيكونون هم أصحاب الطاقات الروحية
الفائقة هؤلاء هم الذين يحملون الشعلة المقدسة التي تنصهر في
حرارتها كل ذرات المعارف ، وتنكشف في ضوئها طريق الرحلة ،
مزودة بكل هذه الجزئيات قوية بهذا الزاد ، وهي تغذ السير نحو
الهدف السامي البعيد !.:

هؤلاء الرواد هم الذين يدركون ببصيرتهم تلك الوحدة الشاملة ،
المتعددة المظاهر في : العلم ، والفن ، والعقيدة ، والعمل ،
فلا يحقرون واحدا منها ولا يرفعونه فوق مستواه !.



الصغار وحدهم هم اللذين يعتقدون أن هناك تعارضا بين هذه القوى
المتنوعة المظاهر ؛ فيحاربون العلم باسم الدين ، أو الدين
باسم العلم …



ويحتقرون الفن باسم العمل ، أو الحيوية الدافعة باسم العقيدة
المتصوفة !.. ذلك أنهم يدركون كل قوة من هذه القوى ، منعزلة
عن مجموعة من القوى الأخرى الصادرة كلها من النبع الواحد ،
ومن تلك القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود !.. ولكن
الرواد الكبار يدركون تلك الوحدة ، لأنهم متصلون بذلك النبع
الأصيل ، ومنه يستمدون !…



إنهم قليلون .. قليلون في تاريخ البشرية .. بل نادرون ! ولكن
منهم الكفاية ..: فالقوة المشرفة على هذا الكون ، هي التي
تصوغهم ، تبعث بهم في الوقت المقدر المطلوب !.

ناصر بن هذال ال شري 30-06-2006 11:07 PM

الف شكر لك يالغالي

أبو زيد 13-07-2006 01:12 PM

أشكر مرورك الكريم أخوي ناصر

------------------------------------------------
المحطة الحادية عشرة


الاستسلام المطلق للاعتقاد في الخوارق والقوى المجهولة خطر ،
لأنه يقود إلى الخرافة .. ويجول الحياة إلى وهم كبير !..



ولكن التنكر المطلق لهذا الاعتقاد ليس أقل خطرا : لأنه يغلق
منافذ المجهول كله ، وينكر كل قوة غير منظورة لا لشيء إلا
لأنها قد تكون أكبر من إدراكنا البشري في فترة من فترات
حياتنا ! وبذلك يصغر من هذا الوجود – مساحة وطاقة ، قيمة كذلك
، ويحده بحدود (( المعلوم )) وهو إلى هذه اللحظة حين يقاس إلى
عظمة الكون – ضئيل .. جدا ضئيل !..



إن حياة الإنسان على هذه الأرض . سلسلة من العجز عن إدراك
القوى الكونية أو سلسلة من القدرة على إدراك هذه القوى ، كلما
شب عن الطوق وخطا خطوة إلى الأمام في طريقه الطويل !.



إن قدرة الإنسان في وقت بعد وقت على إدراك إحدى قوى الكون
التي كانت مجهولة له منذ لحظة وكانت فوق إدراكه في وقت ما ..
لكفيلة بأن تفتح بصيرته على أن هناك قوى أخرى لم يدركها بعد
لأنه لا يزال في دور التجريب !.



إن احترام العقل البشري ذاته لخليق بأن نحسب للمجهول حسابه في
حياتنا لا لنكل إليه أمورنا كما يصنع المتعلقون بالوهم
والخرافة ، ولكن لكي نحس عظمة هذا الكون على حقيقتها ولكي
نعرف لأنفسنا قدرها في كيان هذا الكون العريض . وإن هذا لخليق
بأن يفتح للروح الإنسانية قوى كثيرة للمعرفة وللشعور بالوشائج
التي تربطنا بالكون من داخلنا وهي بلا شك أكبر وأعمق من كل ما
أدركناه بعقولنا حتى اليوم بدليل أننا ما نزال نكشف في كل يوم
عن مجهول جديد ؛ وأننا لا نزال بعد نعيش !.







المحطة الثانية عشرة


من الناس في هذا الزمان من يرى في الاعتراف بعظمة الله
المطلقة غضا من قيمة الإنسان و إصغارا لشأنه في الوجود :
كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة وهذا
الوجود !.



أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورا بعظمة الله المطلقة زدنا نحن
أنفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم !.



إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في
وهمهم إلههم أو ينكرونه إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون
أن يروا إلا الأفق الواطئ القريب !.



أنهم يظنون أن الإنسان إنما لجأ إلى الله إبان ضعفه وعجزه
فأما الآن فهو من القوة بحيث لا يحتاج إلى إله ! كأنما الضعف
يفتح البصيرة والقدرة تطمسها !.



إن الإنسان لجدير بأن يزيد إحساسا بعظمة الله المطلقة كلما
نمت قوته لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته
على الإدراك …



إن المؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في أنفسهم ضعة ولا
ضعفا ، بل العكس يجدون في نفوسهم العزة والمنعة ، باستنادهم
إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود إنهم يعرفون أن
مجال عظمتهم إنما هو في هذه الأرض ، وبين هؤلاء الناس فهي لا
تصطدم بعظمة الله المطلقة في هذا الوجود إن لهم رصيدا من
العظمة والعزة في إيمانهم العميق لا يجده أولئك الذين ينفخون
أنفسهم (( كالبالون )) حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل
آفاق الوجود !.




المحطة الثالثة عشر




أحيانا تتخفى العبودية في ثياب الحرية فتبدو انطلاقا من جميع
القيود انطلاقا من العرف والتقاليد ، انطلاقا من تكاليف
الإنسانية في هذا الوجود !.



إن هنالك فارقا أساسيا بين الانطلاق من قيود الذل والضغط
والضعف ، والانطلاق من قيود الإنسانية وتبعاتها إن الأولى
معناها التحرر الحقيقي أما الثانية فمعناها التخلي عن
المقومات التي جعلت من الإنسان إنسانا وأطلقته من قيود
الحيوانية الثقيلة !..



إنها حرية مقنعة لأنها في حقيقتها خضوع وعبودية للميول
الحيوانية ، تلك الميول التي قضت البشرية عمرها الطويل وهي
تكافحها لتخلص من قيودها الخانقة إلى جو الحرية الإنسانية
الطليقة …

لماذا تخجل الإنسانية من إبداء ضروراتها ؟ لأنها تحس بالفطرة
أن السمو مع هذه الضروريات هو أول مقومات الإنسانية وأن
الانطلاق من قيودها هو الحرية وأن التغلب على دوافع اللحم
والدم وعلى مخاوف الضعف والذل كلاهما سواء في توكيد معنى
الإنسانية !.


الساعة الآن 08:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود